فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الكباث، وهو ثمر الأراك

باب الْكَبَاثِ، وَهْوَ تَمَرُ الأَرَاكِ
( باب الكباث) بفتح الكاف والموحدة الخفيفة وبعد الألف مثلثة ( وهو تمر الأراك) بالمثناة الفوقية المفتوحة والميم الساكنة في الفرع والأراك بفتح الهمزة وتخفيف الراء.
قال في المطالع: الكباث تمر الأراك قبل نضجه وقيل بل هو حصرمه؛ وقيل غضه وقيل متزببه وهو البرير أيضًا يعني بالموحدة بوزن حرير، وفي القاموس النضيج من تمر الأراك ووقع في رواية أبي ذر عن مشايخه وهو ورق الأراك.


[ قــ :5160 ... غــ : 5453 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الْكَبَاثَ فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَيْطَبُ» فَقَالَ: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ.
قَالَ: «نَعَمْ وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ رَعَاهَا»؟.

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن عفير) بضم العين المهملة وفتح الفاء مصغرًا هو سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم وقيل: ابن عفير بن سلمة بن يزيد بن الأسود الأنصاري مولاهم البصري قال: ( حدّثنا ابن وهب) عبد الله ( عن يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف ( قال: أخبرني) بالإفراد ( جابر بن عبد الله) الأنصاري ( قال: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمرّ الظهران) بفتح الميم وتشديد الراء والظهران بفتح الظاء المعجمة وتسكين الهاء بعدها راء تثنية الظهر مكان على مرحلة من مكة ( نجني الكباث) أي نقطعه لنأكله ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( عليكم بالأسود منه فإنه أيطب) بهمزة مفتوحة فتحتية ساكنة فطاء مهملة مفتوحة فموحدة
مقلوب أطيب ( فقال) جابر ولأبي ذر: فقيل ( أكنت ترعى الغنم) ؟ حتى عرفت أطيب الكباث لأن راعي الغنم يكثر تردّده تحت الأشجار لطلب المرعى منها ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( نعم) كنت أرعاها ( وهل من نبي إلاّ رعاها) لأن يأخذوا أنفسهم بالتواضع وتصفوا قلوبهم بالخلوة ويترقوا من سياستها إلى سياسة أممهم بالشفقة عليهم وهدايتهم إلى الصلاح.

وهذا الحديث سبق في أحاديث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.