فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب

باب نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ
مِنْهُمْ أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ.

( باب نسبة) أهل ( اليمن إلى إسماعيل) بن الخليل إبراهيم ( منهم) أي من أهل اليمن ( أسلم بن أفصى) بفتح اللام وأفصى بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الصاد المهملة مقصورًا ( ابن حارثة) بالحاء المهملة والمثلثة ( ابن عمرو بن عامر) بفتح العين فيهما ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
قال الرشاطي فيما نقله في الفتح: الأزد جرثومة من جراثيم قحطان وفيه قبائل فمنهم الأنصار وخزاعة وغسان وبارق وغامد والعتيك وغيرهم وهو الأزد بن الغوث بن نبت بن ملكان بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ( من خزاعة) بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وبعد الألف مهملة فهاء تأنيث في موضع نصب على الحال من أسلم بن أفصى واحترز به عن أسلم الذي في مذحج وبجيلة، ومراد المؤلّف أن نسب حارثة بن عمرو متصل بأهل اليمن.


[ قــ :3346 ... غــ : 3507 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ -رضي الله عنه- قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ يَتَنَاضَلُونَ بِالسُّوقِ فَقَالَ: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلاَنٍ -لأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ- فَأَمْسَكُوا بِأَيْدِيهِمْ.
فَقَالَ: مَا لَهُمْ؟ قَالُوا:
وَكَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلاَنٍ؟ قَالَ: ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ».

وبه قال: ( حدّثنا مسدّد) بضم الميم وفتح السن وتشديد الدال الأولى المهملات أبو الحسن الأسدي البصري قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن يزيد بن أبي عبيد) بضم العين مصغرًا من غير إضافة لشيء مولى سلمة بن الأكوع أنه قال: ( حدّثنا سلمة) بن الأكوع ( -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قوم من أسلم) القبيلة المشهورة كونهم ( يتناضلون) بالضاد المعجمة بوزن يتفاعلون أي يترامون ( بالسوق فقال) عليه الصلاة والسلام:
( ارموا بني إسماعيل) أي يا بني إسماعيل بن الخليل ( فإن أباكم) إسماعيل عليه الصلاة والسلام ( كان راميًا وأنا مع بني فلان) أي بني الأدرع كما في صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة، واسم الأدرع محجن كما عند الطبراني ( لأحد الفريقين فأمسكوا) أي الفريق الآخر ( بأيديهم) عن الرمي ( فقال) عليه الصلاة والسلام: ( ما لهم؟) أمسكوا عن الرمي ( قالوا: وكيف نرمي وأنت مع بني فلان) وعند ابن إسحاق: بينا محجن بن الأدرع يناضل رجلاً من أسلم يقال له نضلة الخير وفيه فقال نضلة وألقى قوسه من يده والله لا أرمي معه وأنت معه ( قال) عليه الصلاة والسلام:
( ارموا وأنا معكم كلكم) بالجر تأكيد للضمير المجرور.

قال في فتح الباري: وقد خاطب -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بني أسلم بأنهم من بني إسماعيل فدلّ على أن اليمن من بني إسماعيل قال: وفي هذا الاستدلال نظر لأنه لا يلزم من كون بني أسلم من بني إسماعيل أن يكون جميع من ينسب إلى قحطان من بني إسماعيل لاحتمال أن يكون وقع في أسلم ما وقع في خزاعة من الخلاف هل هو من بني إسماعيل، وقد ذكر ابن عبد البر من طريق القعقاع بن حدرد في حديث الباب أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرّ بناس من أسلم وخزاعة وهم يتناضلون فقال "ارموا بني إسماعيل" فعلى هذا فلعل من كان ثم من خزاعة أكثر فقال ذلك على سبيل التغليب.

وأجاب الهمداني النسابة عن ذلك: بأن قوله لهم يا بني إسماعيل لا يدل على أنهم من ولد إسماعيل من جهة الآباء، بل يحتمل أن يكون ذلك من بني إسماعيل من جهة الأمهات لأن القحطانية والعدنانية قد اختلطوا بالصهورة بالقحطانية من بني إسماعيل من جهة الأمهات.

وهذا الحديث سبق في الجهاد وفي باب: { واذكر في الكتاب إسماعيل} [مريم: 54] .


باب
هذا ( باب) بالتنوين من غير ترجمة.


[ قــ :3347 ... غــ : 3508 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ -وَهْوَ يَعْلَمُهُ- إِلاَّ كَفَرَ بِاللهِ، وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ نَسَبٌ
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
[الحديث 3508 - طرفه في: 6045] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو معمر) بميمين مفتوحتين بينهما عين مهملة ساكنة آخره راء عبد الله بن عمرو المنقري المقعد قال: ( حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد التنوري ( عن الحسين) بن واقد بالقاف المعلم ( عن عبد الله بن بريدة) بضم الموحدة مصغرًا ابن الحصيب بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين مصغرًا الأسلمي أنه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( يحيى بن يعمر) بفتح التحتية والميم بينهما عين مهملة ساكنة آخره راء البصري ( أن أبا الأسود) ظالم بن عمرو بن سفيان ( الديلي) بكسر الدال المهملة وسكون التحتية ( حدّثه عن أبي ذر) هو جندب بن جنادة على الأصح الغفاري ( -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول) :
( ليس من رجل ادّعى) بتشديد الدال انتسب ( لغير أبيه) واتخذه أبًا ( وهو) أي والحال أنه ( يعلمه) غير أبيه ( إلاّ كفر) أي النعمة، ولأبي ذر: إلا كفر بالله، وليست هذه الزيادة في غير روايته ولا في رواية مسلم ولا الإسماعيلي فحذفها أوجه لما لا يخفى وعلى ثبوتها فهي مؤوّلة بالمستحل لذلك مع علمه بالتحريم أو ورد على سبيل التغليظ لزجر فاعله ومن في قوله من رجل زائدة والتعبير بالرجل جرى مجرى الغالب وإلاّ فالمرأة كذلك.

( ومن ادعى قومًا) أي انتسب إلى قوم ( ليس له فيهم نسب) وسقط لأبي ذر لفظ له وللكشميهني ليس منهم نسب قرابة أو نحوها ( فليتبوّأ مقعده من النار) خبر بلفظ الأمر أي هذا جزاؤه وقد يعفى عنه أو يتوب فيسقط عنه وقيد بالعلم لأن الإثم إنما يترتب على العالم بالشيء المتعمد له فلا بدّ منه في الحالتين إثباتًا ونفيًا.

وهذا الحديث أيضًا في الأدب، ومسلم في الإيمان.




[ قــ :3348 ... غــ : 3509 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عبيدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا لَمْ يَقُلْ».

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عياش) بالتحتية والمعجمة الإلهاني الحمصي قال: ( حدّثنا حريز) بالحاء المهملة المفتوحة والراء المكسورة والزاي آخره ابن عثمان الحمصي الرحبي بفتح الراء والحاء المهملة بعدها موحدة من صغار التابعين ثقة ثبت لكنه رمي بالرفض.
وقال الفلاس: كان ينتقص عليًّا.
وقال ابن حبان: كان داعية إلى مذهبه يجتنب حديثه.
وقال البخاري قال أبو اليمان: كان ينال من رجل ثم ترك.
قال ابن حجر: هذا أعدل الأقوال لعله تاب، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخره في صفة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وروى له أصحاب السنن ( قال: حدّثني) بالإفراد ( عبد الواحد بن عبد الله) بضم العين في الثاني مصغرًا كذا في فرع اليونينية وفي أصله وغيره بفتح العين مكبرًا ابن كعب بن عمير ( النصري) بالنون المفتوحة والصاد المهملة الساكنة من بني
نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن الدمشقي التابعي الصغير وثقه العجلي والدارقطني وغيرهما.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به وليس له في البخاري سوى هذا الحديث الواحد وخرج له الأربعة ( قال: سمعت واثلة بن الأسقع) بالقاف ابن كعب الليثي -رضي الله عنه- ( يقول قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن من أعظم الفرى) بكسر الفاء وفتح الراء مقصورًا ويمدّ جمع فرية أي من أعظم الكذب والبهت ( أن يدعي الرجل) بتشديد الدال ينتسب ( إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر) بالإفراد في عينه، ويري بضم أوّله وكسر ثانيه من أرى أي ينسب الرؤية إلى عينه كان يقول: رأيت في منامي كذا وكذا ولا يكون قد رآه يتعمد الكذب، وإنما زيد التشديد في هذا على الكذب في اليقظة.

قال في المصابيح كالطيبي لأنه في الحقيقة كذب عليه تعالى فإنه الذي يرسل ملك الرؤيا بالرؤية ليريه المنام، وقال في الكواكب: لأن الرؤيا جزء من النبوّة والنبوّة لا تكون إلا وحيًا والكاذب في الرؤيا يدعي أن الله أراه ما لم يره وأعطاه جزءًا من النبوّة لم يعطه والكاذب على الله أعظم فرية ممن يكذب على غيره ( أو يقول) نصب عطفًا على السابق ولأبوي ذر والوقت وعزاها في الفتح للمستملي أو تقوّل بالفوقية والقاف وتشديد الواو المفتوحات أي افترى ( على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما لم يقل) وقد يكون في كذبه نسبة شرع إليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والشرع غالبًا إنما هو على لسان الملك فيكون الكاذب في ذلك كاذبًا على الله وعلى الملك.

وهذا الحديث من عوالي المصنف وأفراده، وفيه رواية القرين عن القرين.




[ قــ :3349 ... غــ : 3510 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- يَقُولُ: «قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا مِنْ هَذَا الْحَىِّ مِنْ رَبِيعَةَ، قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ، فَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلاَّ فِي كُلِّ شَهْرٍ حَرَامٍ، فَلَوْ أَمَرْتَنَا بِأَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ، وَنُبَلِّغُهُ مَنْ وَرَاءَنَا.
قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: آمُرُكُمْ بِأَرْبَعَةٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعَةٍ: الإِيمَانِ بِاللَّهِ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَى اللَّهِ خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ.
وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ».

وبه قال ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا حماد) هو ابن زيد بن درهم ( عن أبي جمرة) بالجيم والراء نصر بن عمران الضبعي ( قال: سمعت ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: قدم وفد عبد قيس) كانوا أربعة عشر رجلاً بالأشج ( على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) قبل أن يخرج من مكة في الفتح ( فقالوا:) لما قال لهم عليه الصلاة والسلام من الوفد ( يا رسول الله إنّا هذا الحي) ولغير أبي ذر: إنّا من هذا الحي ( من ربيعة) بن نزار بن معد بن عدنان ( قد حالت بيننا وبينك كفار مضر) لأنهم كانوا بينهم وبين المدينة وكانت مساكنهم بالبحرين وما والاها من أطراف العراق ( فلسنا نخلص إليك) بضم اللام ( إلا في كل شهر حرام) من الأربعة المحرم لحرمة القتال فيها عندهم ( فلو
أمرتنا بأمر نأخذه عنك ونبلغه)
بضم النون وفتح الموحده وتشديد اللام المكسورة ( من وراءنا) خلفنا من قومنا ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( آمركم بأربع) من الخصال ( وأنهاكم عن أربع) ولأبي ذر عن الحموي والمستملى: بأربعة وعن أربعة بالتأنيث فيهما والعدد إذا لم يذكر مميزه يجوز تذكيره وتأنيثه ( الإيمان بالله) بالجر بدل من أربع المأمور بها ( شهادة أن لا إله إلا الله) بجر شهادة أيضًا بيان لسابقه ( إقام الصلاة) المكتوبة ( وإيتاء الزكاة) المفروضة ( وأن تؤدوا إلى الله) عز وجل ( خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن) الانتباذ في ( الدباء) بالدال المهملة المضمومة والموحدة المشددة ممدود اليقطين ( و) عن الانتباذ في ( الحنتم) بالحاء المهملة المفتوحة وسكون النون الجرار الخضر ( و) عن الانتباذ في ( النقير) بفتح النون وكسر القاف ما ينقر في أصل النخلة ( و) عن الانتباذ في ( المزفت) بالزاي والفاء المشدّدة المفتوحتين ما طلي بالزفت لأنه يسرع إليها الإسكار فربما شرب منها وهو لا يشعر ثم ثبتت الرخصة في كل وعاء مع النهي عن شرب كل مسكر.

وسبق هذا الحديث في كتاب الإيمان.




[ قــ :3350 ... غــ : 3511 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ وَهْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَلاَ إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا -يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ- مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ».

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( عن سالم) بن عبد الله ولأبوي الوقت وذر قال: حدّثني بالإفراد سالم بن عبد الله ( أن) أباه ( عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول وهو على المنبر) :
( ألا) بتخفيف اللام ( إن الفتنة هاهنا) حال كونه ( يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان) يريد أن منشأ الفتن من المشرق وقد وقع مصداق ذلك.

وسبق هذا الحديث في صفة إبليس لعنه الله.