فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا ند بعير لقوم، فرماه بعضهم بسهم فقتله، فأراد إصلاحهم، فهو جائز

باب إِذَا نَدَّ بَعِيرٌ لِقَوْمٍ، فَرَمَاهُ بَعْضُهُمْ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَأَرَادَ إِصْلاَحَهُمْ فَهْوَ جَائِزٌ لِخَبَرِ رَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
هذا ( باب) بالتنوين ( إذا ندّ) أي نفر هاربًا ( بعير) كائن ( لقوم فرماه بعضهم بسهم) ليحبسه ( فقتله فأراد) بالفاء ولأبي ذر وابن عساكر: وأراد ( صلاحهم) أي صلاح القوم أصحاب البعير لا إفساده عليه، ولأبي ذر عن الكشميهني صلاحه بالإفراد أي صلاح البعير وكلاهما بغير همز وفي الفتح إصلاحهم وإصلاحه بالهمزة فيهما ونسب تركها لكريمة والذي في اليونينية إصلاحهم بالهمزة ( فهو) أي ذلك الفعل ( جائز) أكلًا ولا يلزمه بقتله شيء ( لخبر رافع) الآتي ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .


[ قــ :5248 ... غــ : 5544 ]
- حَدَّثَنَا ابْنُ سَلاَمٍ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَنَدَّ بَعِيرٌ مِنَ الإِبِلِ، قَالَ: فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ.
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لَهَا أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا».
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكُونُ فِي الْمَغَازِي وَالأَسْفَارِ، فَنُرِيدُ أَنْ نَذْبَحَ فَلاَ تَكُونُ مُدًى قَالَ: «أَرِنْ مَا نَهَرَ أَوْ أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ.
غَيْرَ السِّنِّ وَالظُّفُرِ.
فَإِنَّ السِّنَّ عَظْمٌ، وَالظُّفُرَ مُدَى الْحَبَشَةِ».

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد ( محمد بن سلام) وسقط لفظ محمد لغير أبي ذر قال: ( أخبرنا عمر بن عبيد) بضم العين فيهما من غير إضافة الثاني ( الطنافسي) بضم الطاء المهملة وبفتحها في اليونينية وكسر الفاء نسبة إلى بيع الطنافس أو اتخاذها بسط لها خمل ( عن سعيد بن مسروق) والد سفيان الثوري ( عن عباية بن رفاعة) ولابن عساكر ابن رافع فنسبه إلى جده ( عن جده رافع بن خديج -رضي الله عنه-) سقط ابن خديج لأبي ذر أنه ( قال: كنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سفر) بذي الحليفة من تهامة بالقرب من ذات عرق بين الطائف ومكة كما مرّ في باب التسمية ( فندّ بعير من الإبل) لقوم ( قال: فرماه رجل) أي أعرف اسمه ( بسهم فحبسه قال ثم قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( إن لها) أي الإبل ( أوابد كأوابد الوحش) نفرات كنفراتها ( فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا) فإنه له ذكاة ( قال) رافع ( قلت: يا رسول الله إنا نكون في المغازي والأسفار فنريد أن نذبح فلا يكون) معنا ( مدى) جمع مدية سكين نذبح بها ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( أرن) بهمزة مفتوحة فراء مكسورة فنون ساكنة أي أهلك الذي تذبحه ولأبي ذر وابن عساكر أرني بكسر الراء وإسكانها وبعد النون تحتية أي انظر ( ما أنهر الدم) بالهمزة ( أو) قال ( نهر) بغير همز والصواب، بالهمز والشك من الراوي ولغير أبي ذر: ما نهر أو ما أنهر الدم ( وذكر اسم الله) عليه ( فكل غير السن والظفر فإن السن عظم والظفر مدى الحبشة) فيه أن ذبح غير المالك إذا وقع بطريق الإصلاح للمالك خشية أن تفوت عليه النفعة ليس بفاسد قاله ابن المنير.

والحديث قد مرّ في باب ما ندّ من البهائم.