فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} [النور: 17]

باب قَوْلِهِ: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا} الآيَةَ
( قولها {يعظكم الله}) ولأبي ذر باب بالتنوين في قوله: {يعظكم الله}.
قال ابن عباس: يحرم الله عليكم، وقال مجاهد: ينهاكم الله ( {أن تعودوا لمثله}) كراهة أن تعودوا مفعول من أجله أو في أن تعودوا على حذف في ( {أبدًا}) ما دمم أحياء مكلفين ( الآية}) [النور: 17] وسقط قوله الآية لغير أبي ذر.


[ قــ :4498 ... غــ : 4755 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: جَاءَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، قُلْتُ: أَتَأْذَنِينَ لِهَذَا؟ قَالَتْ: أَوَلَيْسَ قَدْ أَصَابَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ؟ قَالَ سُفْيَانُ: تَعْنِي ذَهَابَ بَصَرِهِ، فَقَالَ:
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
قَالَتْ: لَكِنْ أَنْتَ.

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن يوسف) الفريابي قال: ( حدّثنا سفيان) الثوري ( عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح ( عن مسروق) هو ابن الأجدع ( عن عائشة -رضي الله عنها-) أنها ( قالت) : ولأبي ذر عن الكشميهني قال: ( جاء حسان بن ثابت) الأنصاري الخزرجي شاعر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يستأذن عليها) فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة قال مسروق: ( قلت) لعائشة: ( أتأذنين لهذا) وهو ممن تولى كبر الإفك؟ ( قالت: أوليس قد أصابه عذاب عظيم.
قال سفيان)
الثوري: ( تعني ذهاب بصره.
فقال)
حسان: ( حصان رزان) بفتح الحاء المهملة والزاي من الثاني وقبلها راء مهملة مخففة أي عفيفة كاملة العقل ( ما تزن) بضم الفوقية وفتح الزاي وتشديد النون أي ما تتهم ( بريبة) براء مهملة فتحتية ساكنة فموحدة.

( وتصبح غرثى) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح المثلثة جائعة ( من لحوم الغوافل) العفيفات أي لا تغتابهن إذ لو كانت تغتاب لكانت آكلة وهو استعارة فيها تلميح بقوله تعالى في المغتاب {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا} [الحجرات: 12] .

وهذا البيت من جملة قصيدة لحسان.

( قالت) عائشة: ( لكن) أي لست ( أنت) كذلك إشارة إلى أنه اغتابها حين وقعت قصة الإفك.