فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب نزع الماء من البئر حتى يروى الناس

باب نَزْعِ الْمَاءِ مِنَ الْبِئْرِ حَتَّى يَرْوَى النَّاسُ
رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

( باب) رؤية ( نزع الماء) استخراجه ( من البئر) للاستقاء ( حتى يروى الناس) بفتح الواو ورفع الناس على الفاعلية ( رواه) أي نزع الماء من البئر ( أبو هريرة) -رضي الله عنه- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) كما يأتي إن شاء الله تعالى في الباب التالي لهذا موصولاً.


[ قــ :6651 ... غــ : 7019 ]
- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رضى الله عنهما - حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا، إِذْ جَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِى نَزْعِهِ ضَعْفٌ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِى بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِى يَدِهِ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِى فَرْيَهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».

وبه قال: ( حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير) الدورقي قال: ( حدّثنا شعيب بن حرب) بالحاء المهملة والراء الساكنة المدايني أبو صالح قال: ( حدّثنا صخر بن جويرية) بالصاد المهملة المفتوحة بعدها معجمة ساكنة وجويرية بضم الجيم مصغرًا قال: ( حدّثنا نافع) مولى ابن عمر ( أن ابن عُمر -رضي الله عنهما- حدثه قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( بينا) بغير ميم ( أنا على بئر أنزع) أستخرج ( منها) الماء بآلة كالدلو ( إذ جاءني أبو بكر) الصديق ( وعمر) بن الخطاب -رضي الله عنهما- ( فأخذ أبو بكر الدلو فنزع) أي استخرج من البئر ( ذنوبًا أو ذنوبين) بفتح الذال المعجمة الدلو الممتلئ ماء والشك من الراوي ( وفي نزعه ضعف) بفتح الضاد المعجمة وتضم لغتان ( فغفر الله له) وليس في قوله ضعف حط من قدره الرفيع وإنما هو إشارة إلى قصر مدة خلافته ولأبي ذر يغفر الله له ( ثم أخذها) أي الدلو ( عمر بن الخطاب من يد أبي بكر) في قوله من يد أبي بكر إشارة إلى أن عمر يلي الخلافة من أبي بكر بعهد منه بخلاف أبي بكر فلم تكن خلافته بعهد صريح منه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولهذا لم يقل من يدي نعم وقعت عدة إشارات إلى ذلك فيها ما يقرب من الصريح وقوله ( فاستحالت) أي تحوّلت الدلو ( في يده) في يد عمر -رضي الله عنه- ( غربًا) بفتح الغين وسكون الراء بعدها موحدة دلوًا عظيمة متخذة من جلود البقر ( فلم أر عبقريًّا) بفتح العين المهملة وسكون الموحدة وفتح القاف بعدها راء مكسورة فتحتية مشدّدة كاملاً حاذقًا في عمله ( من الناس يفري) بفتح أوله وسكون الفاء بعدها راء مكسورة ( فريه) بفتح الفاء وتشديد التحتية أي يعمل عملاً جيدًا صالحًا عجيبًا ( حتى ضرب الناس بعطن) .
بفتحتين أي رويت إبلهم حتى بركت وأقامت في مكانها، والمعنى أن الناس انبسطوا في ولاية عمر وفتحوا البلاد حتى قسموا المسك بالصاع.

والحديث سبق في فضائل أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-.