فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم

باب فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
( باب فضل أبي بكر بعد) فضل ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) والمراد بالبعدية هنا الزمانية أما البعدية في الرتبة فيقال فيها الأفضل بعد الأنبياء أبو بكر، وقد أطبق السلف على أنه أفضل الأمة.
حكى الشافعي وغيره إجماع الصحابة والتابعين على ذلك.


[ قــ :3488 ... غــ : 3655 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: "كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ -رضي الله عنهم-".
[الحديث: 3655 - طرفه في: 3697] .

وبه قال: ( حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله) الأويسي قال: ( حدّثنا سليمان) بن بلال ( عن يحيى بن سعيد) الأنصاري ( عن نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي) ولأبي ذر: في زمان رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بأن نقول فلان خير من فلان ( فنخير) فنفضل ( أبا بكر) على جميع البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ( ثم) نفضل بعده ( عمر بن الخطاب) بعد عمر ( عثمان بن عفان -رضي الله عنهم-) وسقط لفظ ابن الخطاب وابن عفان ولأبي ذر: زاد في رواية عبيد الله بن عمر عن نافع في مناقب عثمان، ثم نترك أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا نفاضل بينهم، وزاد الطبراني في رواية فيسمع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك فلا ينكره ولا يلزم من سكوتهم إذ ذاك عن تفضيل عليّ عدم تفضيله.

وفي بعض طرق الحديث عند ابن عساكر عن عبد الله بن يسار عن سالم عن ابن عمر قال: إنكم لتعلمون أنا كنا نقول على عهد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ يعني في الخلافة كذا في أصل الحديث، ففيه تقييد الخيرية المذكورة والأفضلية بما يتعلق بالخلافة، فقد أطبق السلف على خيريتهم عند الله على هذا الترتيب كخلافتهم، وذهب بعض السلف إلى تقديم علّي على عثمان، وممن قال به سفيان الثوري لكن قيل: إنه رجع، وقال مالك في المدونة، وتبعه يحيى بن القطان وغيره لا يفضل أحدهما على الآخر، وقالت الشيعة وكثير من المعتزلة الأفضل بعد النبي عليّ.

وهذا الحديث من أفراده ورجال إسناده مدنيون.