فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ذكر النساج

باب ذِكْرِ النَّسَّاجِ
( باب ذكر النساج) بفتح النون وتشديد المهملة وبعد الألف جيم وسقط لابن عساكر لفظ ذكر.


[ قــ :2009 ... غــ : 2093 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ -قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ فَقِيلَ لَهُ: نَعَمْ هِيَ الشَّمْلَةُ مَنْسُوجٌ فِي حَاشِيَتِهَا- قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا.
فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُحْتَاجًا إِلَيْهَا.
فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْسُنِيهَا، فَقَالَ: نَعَمْ.
فَجَلَسَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَرُدُّ سَائِلاً، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ.
قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ".

وبه قال ( حدّثنا يحيى بن بكير) نسبه لجدُّه واسم أبيه عبد الله المخزومي مولاهم المصري قال: ( حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن) بن محمد بن عبد الله بن عبد القاريّ بتشديد الياء المدني نزيل الإسكندرية ( عن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي سلمة بن دينار الأعرج القاصّ ( قال: سمعت سهل بن سعد) بسكون العين الأنصاري الساعدي الصحابي ابن الصحابي ( -رضي الله عنه-) وعن أبيه ( قال: جاءت امرأة) لم تسم ( ببردة) بضم الموحدة كساء مربع يلبسها الأعراب ( قال) ولابن عساكر: فقال ( أتدرون ما البردة؟ فقيل له: نعم هي الشملة) هو ( منسوج) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بالتأنيث والرفع فيهما خبر مبتدأ محذوف ( في حاشيتها) أي منسوجة فيها حاشيتها فهو من باب القلب كما قاله في الكواكب ( قالت: يا رسول الله إني نسجت هذه) البردة ( بيدي أكسوكها فأخذها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونه ( محتاجًا إليها) وللحموي والمستملي: محتاج بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي وهو محتاج إليها والجملة الاسمية في موضع نصب على الحال ( فخرج إلينا وإنها) أي البردة ( إزاره فقال رجل من القوم) هو عبد الرحمن بن عوف ( يا رسول الله اكسُنيها) بضم السين أي البردة ( فقال) عليه الصلاة والسلام:
( نعم) أكسوكها ( فجلس النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المجلس ثم رجع) إلى منزله ( فطواها ثم أرسل بها إليه)

( فقال له القوم ما أحسنت) أي لم تحسن فما نافية ( سألتها إياه لقد علمت) ولأبي ذر وابن عساكر عرفت ( أنه) عليه الصلاة والسلام ( لا يرد سائلاً فقال الرجل) عبد الرحمن ( والله ما سألته) إياها ( إلا لتكون كفني يوم أموت قال سهل) -رضي الله عنه- ( فكانت) أي البردة ( كفنه) .

وهذا الحديث سبق في باب من استعد الكفن في كتاب الجنائز.