فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من قتل من المسلمين يوم أحد «

باب مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْهُمْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالْيَمَانُ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ
( باب من قتل من المسلمين يوم) وقعة ( أُحد منهم حمزة بن عبد المطلب) أسد الله وأسد رسوله قتله وحشي بن حرب.
وفي طبقات ابن سعد عن عمير بن إسحاق قال: كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم أُحد بسيفين ويقول: أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره وبصر به الأسود فزرقه بحربة فقتله وفيها أيضًا: أن هندًا لما لاكت كبده ولم تستطع أكلها قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أأكلت منها شيئًا" قالوا: لا.
قال: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة النار".

وسبق ذكره في باب مفرد وسقط ابن عبد المطلب لأبي ذر.

( و) منهم ( اليمان) أبو حذيفة قتله المسلمون خطأ كما مرّ في آخر باب إذ همت طائفتان ( و) منهم ( أنس بن النضر) بضاد معجمة ابن ضمضم بن زيد بن حرام وهو عم أنس بن مالك كما ذكره أبو نعيم وابن عبد البر وغيرهما، ولأبي ذر: النضر بن أنس وهو خطأ، والصواب الأوّل كما ذكره الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله وابن عبد البر وأبو إسحاق الصريفيني ( و) منهم ( مصعب بن عمير) بضم الميم وفتح العين وعمير مصغر ابن هاشم بن عبد مناف وكان حامل اللواء.


[ قــ :3880 ... غــ : 4078 ]
- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: مَا نَعْلَمُ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ أَكْثَرَ شَهِيدًا أَعَزَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الأَنْصَارِ.

قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ سَبْعُونَ وَيَوْمَ الْيَمَامَةِ سَبْعُونَ قَالَ: وَكَانَ بِئْرُ مَعُونَةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَوْمُ الْيَمَامَةِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ.

وبه ( وقال: حدثني) بالإفراد ( عمرو بن علي) بفتح العين وسكون الميم ابن بحر بن كنيز بالنون والزاي الصيرفي الفلاس قال: ( حدّثنا معاذ بن هشام) الدستوائي ( قال: حدثني) بالإفراد ( أبي) هشام ( عن قتادة) بن دعامة أنه ( قال: ما نعلم حيًّا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أعز) بعين مهملة فزاي من العزة ولابن عساكر وأبي ذر عن الكشميهني أغر بغين معجمة فراء وانتصابهما صفة أو عطف بحذف حرف العطف كالتحيات المباركات ( يوم القيامة من الأنصار) .

( قال قتادة) : بالإسناد السابق مستدلاً على صحة قوله الأوّل ( وحدّثنا أنس بن مالك) -رضي الله عنه- ( أنه قتل منهم) من الأنصار ( يوم أُحد سبعون) وكذا قال: إن السبعين من الأنصار
خاصة ابن سعد في طبقاته لكنهم في تراجمهم زادوا على ذلك، وقد سرد الحافظ أبو الفتح أسماء المستشهدين من المهاجرين والأنصار ستة وتسعين منهم من المهاجرين ومن ذكره معهم أحد عشر، ومن الأنصار خمسة وثمانين من الأوس ثمانية وثلاثين ومن الخزرج سبعة وأربعين.
منهم عند ابن إسحاق من المهاجرين أربعة ومن الأنصار أحدًا وستين من الأوس أربعة وعشرين ومن الخزرج سبعة وثلاثين والباقين عن موسى بن عقبة أو عن ابن سعد أو عن ابن هشام والزيادة ناشئة عن الاختلاف في بعضهم.

( و) قتل منهم ( يوم بئر معونة سبعون) كان يقال لهم القراء ( ويوم اليمامة) مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف ( سبعون.
قال)
: قتادة كما في مستخرج أبي نعيم ( وكان بئر معونة على عهد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حيث بعثهم لحاجة فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان فقتلوهم فدعا عليهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شهرًا في صلاة الغداة وذلك في بدء القنوت ( ويوم اليمامة على عهد أبي بكر) الصديق في خلافته ( يوم) قتال ( مسيلمة) بكسر اللام ( الكذاب) الذي ادّعى النبوّة.




[ قــ :3881 ... غــ : 4079 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ»؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدٍ قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ،.

     وَقَالَ : أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلُوا.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) البغلاني قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد إمام المصريين ( عن ابن شهاب) الزهري ( عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- أخبره أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يجمع بين الرجلين من قتلى) وقعة ( أُحد في ثوب واحد ثم يقول: أيهم) أي القتلى ( أكثر أخذًا للقرآن) بسكون الخاء المعجمة ( فإذا أشير له) عليه الصلاة والسلام ( إلى أحد) من القتلى بالأكثرية ( قدمه في اللحد) مما يلي القبلة ( وقال) عليه الصلاة والسلام: ( أنا شهيد على هؤلاء) أراقب أحوالهم وشفيع لهم ( يوم القيامة وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا) فيحرم غسل الشهيد ولو جنبًا والصلاة عليه، والحكمة فيهما كدفنهم بدمائهم إبقاء أثر الشهادة عليهم وأما حديث صلاته عليه الصلاة والسلام على قتلى أحد صلاته على الميت فالمراد دعا لهم كدعائه للميت جمعًا بين الأدلة.

وسبق هذا الحديث في باب من يقدم في اللحد من الجنائز.




[ قــ :388 ... غــ : 4080 ]
- وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: عَنْ شُعْبَةَ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْهَوْنِي وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَنْهَ.

     وَقَالَ  النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ تَبْكِيهِ -أَوْ مَا تَبْكِيهِ- مَا زَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا» حَتَّى رُفِعَ.

( وقال أبو الوليد) هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ المؤلّف فيما وصله الإسماعيلي ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن ابن المنكدر) محمد القرشي التيمي أنه ( قال: سمعت جابرًا) ولأبي الوقت جابر بن عبد الله ( قال: لما قتل أبي) عبد الله يوم أُحد ( جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه، فجعل أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينهوني) عن البكاء، ولأبي ذر: ينهونني ( والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم ينه) عنه ( وقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( لا تبكيه) ولأبي ذر وابن عساكر لا تبكه بإسقاط التحتية ( أو ما تبكيه) وعند مسلم وجعلت فاطمة بنت عمرو عمتي تبكيه فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تبكيه" كذا قرره في فتح الباري.
قال: وكذا تقدم عند المصنف في الجنائز، وتعقبه العيني بأن الذي في الجنائز ليس كذلك بل لفظه: فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي، ثم ذهبت أكشف عنه فنهاني قومي فأمر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرفع فسمع صوت صائحة فقال: "من هذه" فقالوا: ابنة عمرو أو أخت عمرو قال: "فلم تبكي أو لا تبكي" وكيف ترك صريح النهي لجابر، ويقال: النهي هنا لفاطمة بنت عمرو وليس لها ذكر، وهذا تصرف عجيب وإن كان أصل الحديث واحدًا فلا يمنع أن يكون النهي هنا لجابر وهناك لفاطمة بنت عمرو انتهى.

( ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها) متزاحمين على المبادرة ليصعدوا بروحه وتبشره بما أعد الله له من الكرامة وأو ليست للشك بل للتسوية بين البكاء وعدمه أي أن الملائكة تظله سواء تبكيه أم لا ( حتى رفع) من محله.

وسبق هذا الحديث في باب الدخول على الميت بعد الموت من الجنائز.




[ قــ :3883 ... غــ : 4081 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه- أُرَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «رَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ بِهِ اللَّهُ مِنَ الْفَتْحِ، وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهُ خَيْرٌ فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ».

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر وابن عساكر حدثني بالإفراد ( محمد بن العلاء) بفتح العين ممدودًا أبو كريب الهمداني الكوفي قال: ( حدّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة ( عن بريد بن عبد الله) بضم الموحدة وفتح الراء ( ابن أبي بردة) بضم الموحدة وسكون الراء ( عن جده أبي بردة) عامر ( عن) أبيه ( أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري ( -رضي الله عنه-) قال البخاري أو شيخه محمد بن العلاء: ( أرى) بضم الهمزة وفتح الراء أظن أنه ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) شك هل تحمله مرفوعًا أم لا أنه ( قال) :
( رأيت في رؤياي) ولأبي ذر عن الكشميهني أريت بهمزة مضمومة وكسر الراء ( أني هززت
سيفًا)
بفتح الهاء والزاي الأولى وسكون الثانية وهو ذو الفقار، ولأبي ذر عن الكشميهني سيفي ( فانقطع صدره) وعند ابن إسحاق ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا ( فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أُحد) قال المهلب: لما كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصول بأصحابه عبر عن السيف بهم وبهزه عن أمره لهم الحرب وعن القطع فيه بالقتل فيهم وفي رواية عروة كان الذي رأى بسيفه ما أصاب وجهه عند ابن هشام، وأما الثلم في السيف فهو رجل من أهل بيتي يقتل ( ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء به الله) ولأبي ذر ما جاء الله به ( من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها) أي في رؤياي ( بقرًا) بالموحدة والقاف المفتوحتين زاد أبو يعلى وأبو الأسود في مغازيه تذبح ( والله خير) رفع مبتدأ وخبر وفيه حذف تقديره وصنع الله خير ( فإذا هم) أي البقر ( المؤمنون) الذين قتلوا ( يوم أحد) .

وفي حديث جابر عند أحمد والنسائي أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرًا تنحر فأوّلت الدرع الحصينة المدينة وأن البقر بقر والله خير"، وقوله بقر الأخير بسكون القاف مصدر بقرة يبقره بقرًا أي شق بطنه، وهذا أحد وجوه التعبير وهو أن يشتق من الأمر معنى يناسب.

وبهذا الحديث سبب بينه في حديث ابن عباس المروي عند أحمد أيضًا والنسائي في قصة أُحد، وإشارة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن لا يبرحوا من المدينة وإيثارهم الخروج لطلب الشهادة ولبسه اللأمة وندامتهم على ذلك، وقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل" وفيها "إني رأيت أني في درع حصينة" الحديث.




[ قــ :3884 ... غــ : 408 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ خَبَّابٍ -رضي الله عنه- قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَنَحْنُ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَضَى أَوْ ذَهَبَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا كَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ يَتْرُكْ إِلاَّ نَمِرَةً كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاَهُ وَإِذَا غُطِّيَ بِهَا رِجْليْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الإِذْخِرَ -أَوْ قَالَ- أَلْقُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ» وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهْوَ يَهْدِبُهَا.

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن يونس) هو أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي الكوفي قال: ( حدّثنا زهير) هو ابن معاوية قال: ( حدّثنا الأعمش) سليمان الكوفي ( عن شقيق) هو ابن اسلمة ( عن خباب) بالخاء المعجمة والموحدة المشدّدة المفتوحتين وبعد الألف موحدة أيضًا ابن الأرت بالفوقية المشددة ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: هاجرنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي إلى المدينة ( ونحن نبتغي) أي نطلب ( وجه الله) لا الدنيا ( فوجب أجرنا على الله) فضلاً ( فمنا من مضى) أي مات ( أو ذهب) شك الراوي ( لم يأكل من أجره) من الغنائم ( شيئًا كان منهم مصعب بن عمير) بضم العين مصغرًا
( قتل يوم أُحد ولم) بالواو والذي في اليونينية فلم ( يترك إلا نمرة) أي شملة مخططة من صوف ( كنا إذا غطينا) بفتح الغين ( بها رأسه خرجت رجلاه وإذا غطي) بضم الغين وكسر الطاء ( بها رجليه) ولأبي ذر رجلاه بالألف بدل الياء وهو أوجه ( خرج رأسه فقال لنا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر) بالذال المعجمة ولأبي ذر من الإذخر ( أو قال) عليه الصلاة والسلام: ( ألقوا) بفتح الهمزة وضم القاف بدل اجعلوا ( على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت) أي أدركت ونضجت ( لله ثمرته فهو يهدبها) بكسر الدال المهملة وتضم أي يجتنيها.

وسبق هذا الحديث أول الغزوة.