فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب عمل المرأة في بيت زوجها

باب عَمَلِ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا
( باب عمل المرأة في بيت زوجها) من الطحن والعجن والكنس وغير ذلك.


[ قــ :5069 ... غــ : 5361 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ - عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ - أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ.
فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا» فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي.
فَقَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن شعبة) بن الحجاج ( قال: حدّثني) بالإفراد ( الحكم) بن عتيبة بضم العين المهملة وفتح الموحدة مصغرًا ( عن ابن أبي ليلى) عبد الرحمن واسم أبي ليلى يسار أنه قال: ( حدّثنا عليّ) هو ابن أبي طالب ( أن فاطمة) الزهراء ( عليها السلام أتت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى) زاد في الخمس مما تطحن، وفي المناقب من أثر الرحى، وعند أبي داود من طريق أبي الورد عن علي أنها جرّت بالرحى حتى أثرت بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها وقمت البيت حتى اغبرّت ثيابها وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها وأصابها من ذلك ضرر ( وبلغها أنه جاء رقيق) من السبي ( فلم تصادفه) بالفاء لم تجده ( فذكرت ذلك) الذي تشكوه ( لعائشة، فلما جاء) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( أخبرته عائشة) به ( قال) عليّ -رضي الله عنه- ( فجاءنا) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( و) الحال أنا ( قد أخذنا مضاجعنا) مراقدنا ( فذهبنا نقوم فقال: على مكانكما) أي الزماه ( فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه) بالتثنية ولأبي ذر: قدمه ( على بطني) وفي الخمس والمناقب على صدري ( فقال) :
( ألا) بالتخفيف ( أدلكما على خير مما سألتماه) وفي الخمس سألتماني وعند أحمد قالا: بلى قال: كلمات علمنيهن جبريل ( إذا أخذتما مضاجعكما أو) قال: ( أويتما إلى فراشكما فسبّحا) بكسر الموحدة ( ثلاثًا وثلاثين واحمدا) بفتح الميم ( ثلاثًا وثلاثين وكبّرا) بكسر الموحدة ( أربعًا وثلاثين فهو خير لكما من خادم) .
فيه أن الذي يلازم ذكر الله يعطى قوّة أعظم من القوّة التي يعملها له الخادم، أو أن المراد أن نفع التسبيح مختص بالدار الآخرة ونفع الخادم نحتص بالدار الدنيا والآخرة خير وأبقى، وفيه أن الزوج لا يلزمه إخدام زوجته إذا كانت لا تخدم في بيت أبيها وكانت تقدر على الخدمة من طبخ وخبز وملء ماء وكنس بيت، ولما سألت فاطمة -رضي الله عنها- الخادم لم يأمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليًّا أن يخدمها، وقد حكى ابن حبيب عن أصبغ وابن الماجشون عن مالك أن الزوجة يلزمها خدمة البيت وإن كانت ذات شرف إذا كان زوجها معسرًا تمسكًا بهذا الحديث.

وهذا الحديث سبق في الخمس والمناقب ويأتي إن شاء الله تعالى في الدعوات.