فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق

باب الْحَمَائِلِ وَتَعْلِيقِ السَّيْفِ بِالْعُنُقِ
( باب) ذكر ( الحمائل) جمع حمالة بالكسر وهن علاقة السيف ( و) جواز ( تعليق السيف بالعنق) .


[ قــ :2780 ... غــ : 2908 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ.
وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدِ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ وَهْوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهْوَ يَقُولُ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا.
ثُمَّ قَالَ: وَجَدْنَاهُ بَحْرًا.
أَوْ قَالَ: إِنَّهُ لَبَحْرٌ".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) أي ابن درهم الجهضمي ( عن ثابت) البناني ( عن أنس رضي الله عنه) أنه ( قال: كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحسن الناس وأشجع الناس) زاد في باب: الشجاعة في الحرب وأجود الناس ( ولقد فزع) بكسر الزاي أي خاف ( أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت) وسقط لأبي ذر ليلة ( فاستقبلهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) راجعًا وهم ذاهبون ( وقد استبرأ الخبر) أي حققه ( وهو على فرس لأبي طلحة) استعاره منه وكان بطيء السير ( عُرْي) بضم العين وسكون الراء صفة لفرس ( وفي عنقه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( السيف) معلق بالحمائل.
قال الجوهري؛ وهو السير الذي يقلده المتقلد ( وهو يقول) :
( لم تراعوا لم تراعوا) كذا في رواية الكشميهني والحموي مرتين كما في الفتح، وفي رواية غيره مرة واحدة أي لا تخافوا.
قال الكرماني: والعرب تتكلم بهذه الكلمة واضعة "لم" موضع "لا" ( ثم
قال)
عليه الصلاة والسلام ( وجدناه) أي الفرس البطيء في السير ( بحرًا) واسع الجري ( أو قال) : عليه الصلاة والسلام ( إنه لبحر) بالشك من الراوي وسبق الحديث مرارًا.