فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: «أنتم أحب الناس إلي»

باب قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلأَنْصَارِ: أَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَىَّ
( باب قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للأنصار) ( أنتم) أي مجموعكم ( أحب الناس إليّ) أي من مجموعهم فلا ينافيه أحبية أحد إليه غير الأنصار لأن الحكم للكل بشيء لا ينافي الحكم به لفرد من أفراده، فلا تعارض بينه وبين قوله أبو بكر في جواب من قال: من أحب الناس إليك: قال: "أبو بكر" وسقط لفظ باب لأبي ذر.


[ قــ :3609 ... غــ : 3785 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: «رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ -قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ مِنْ عُرُسٍ- فَقَامَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُمْثِلاً فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَىَّ.
قَالَهَا ثَلاَثَ مِرَارٍ».
[الحديث 3785 - طرفه في: 5180] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو معمر) عبد الله بن عمرو المنقري المقعد البصري قال: ( حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد بن ذكوان التميمي مولاهم التنوري الحافظ قال: ( حدّثنا عبد العزيز) بن صهيب البناني الأعمى ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: رأى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النساء والصبيان مقبلين قال حسبت أنه قال: من عرس) بضم العين والراء والشك من الراوي، وفي باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس من النكاح مقبلين من عرس بالجزم من غير شك ( فقام النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ممثلاً) بضم الميم الأولى وإسكان الثانية وكسر المثلثة وفتحها في الفرع وأصله أي منتصبًا قائمًا قال السفاقسي:
كذا وقع رباعيًا والذي ذكره أهل اللغة مثل الرجل بفتح الميم وضم المثلثة مثولاً إذا انتصب قائمًا ثلاثيًّا اهـ.

قال العيني: كان غرضه الإنكار على الذي وقع هنا وليس بموجه لأن ممُثلاً معناه مكلفًا نفسه ذلك وطالبًا ذلك فلذلك عدي فعله، وأما مثل الثلاثي فهو لازم غير متعد وفي حاشية الفرع وأصله ممثلاً بضم الميم الأولى وفتح الثانية وتشديد المثلثة مفتوحة أي مكلفًا نفسه ذلك وطالبًا ذلك
منها، وفي النكاح فقام ممتنًّا بمثناة فوقية بعد الميم الثانية الساكنة ثم نون مشددة أي قام قيامًا طويلاً أو هو من الامتنان لأن من قام له عليه الصلاة والسلام فقد امتن عليه بشيء لا أعظم منه فكأنه قال: يمتن عليهم بمحبته، ويؤيده قوله بعد ( قال) :
( اللهم أنتم من أحب الناس إليّ قالها ثلاث مرات) وتقديم لفظ اللهم للتبرك أو للاستشهاد بالله في صدقه.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في النكاح.




[ قــ :3610 ... غــ : 3786 ]
- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَكَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَىَّ.
مَرَّتينِ».
[الحديث 3786 - طرفاه في: 534، 6645] .

وبه قال: ( حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير) الدورقي البغدادي الحافظ قال: ( حدّثنا بهز بن أسد) بموحدة مفتوحة فهاء ساكنة فمعجمة الإمام الحجة قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( قال: أخبرني) بالإفراد ( هشام بن زيد) أي ابن أنس بن مالك الأنصاري -رضي الله عنه- ( قال: سمعت) جدي ( أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومعها صبي لها) لم يسم هو ولا أمه ( فكلمها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ابتدأها بالكلام تأنيسًا لها أو أجابها عما سألته عنه ( فقال) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( والذي نفسي بيده إنكم) أيها الأنصار ( أحب الناس إليّ) أي من فحرف التبعيض مقدركما دل عليه الحديث السابق ( مرتين) أي قال: ذلك القول مرتين.

وهذا الحديث أخرجه في النكاح والنذور، ومسلم في الفضائل، والنسائي في المناقب.