فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الخميصة السوداء

باب الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ
( باب الخميصة السوداء) بالخاء المعجمة المفتوحة وبعد الميم المكسورة والتحتية الساكنة صاد مهملة ثوب من حرير أو صوف معلم أو كساء مربع له علمان أو كساء رقيق من أي لون كان أو لا وتكون خميصة إلا إذا كانت سوداء معلمة.


[ قــ :5509 ... غــ : 5823 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ فُلاَنٍ - هُوَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قَالَتْ: أُتِىَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُو هَذِهِ»؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ قَالَ: «ائْتُونِى بِأُمِّ خَالِدٍ» فَأُتِىَ بِهَا تُحْمَلُ فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا.

     وَقَالَ : «أَبْلِى وَأَخْلِقِى» وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ فَقَالَ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَاهْ».
وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ، حَسَنٌ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه سعيد بن فلان) كذا بإبهام والد سعيد، وفي الفرع هو عمرو ورقم عليه علامة السقوط لأبي ذر، وعند أبي نعيم في
مستخرجه من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب عن الفضل بن دكين حدّثنا إسحاق بن عمرو ( بن سعيد بن العاص عن أم خالد) أمة بفتح الهمزة والميم مخففًا أي ابن الزبير بن العوّام ( بنت خالد) أي ابن سعيد بن العاص أنها ( قالت: أتي النبي) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة) قال في الفتح: لم أقف على تعيين الجهة التي حضرت منها الثياب المذكورة ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( من ترون) بفتح التاء والراء ( نكسو) ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر والأصيلي أن نكسو ( هذه) الخميصة ( فسكت القوم) قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على تعيين أسمائهم ( قال) ولأبي ذر: فقال ( ائتوني بأم خالد.
فأتي بها)
حال كونها ( تحمل) بضم الهمزة والفوقية بالبناء للمفعول فيهما وإنما حملت لصغرها حينئذٍ وفيه التفات، ولأبي ذر عن الكشميهني: تحتمل بفوقية قبل الميم ( فأخذ) عليه الصلاة والسلام ( الخميصة بيده فألبسها) أم خالد ( وقال) لها: ( أبلي) بفتح الهمزة وسكون الموحدة وكسر اللام أمر بالإبلاء ( وأخلقي) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وكسر اللام بعدها قاف وهي بمعنى الأولى دعاء لها بطول البقاء أي أنها تطول حياتها حتى تبلي الثوب وتخلقه، ولأبي زيد المروزي عن الفربري: وأخلفي بالفاء بدل القاف وهي أوجه إذ الإبلاء والأخلاق بمعنى والعطف لتغاير اللفظتين ورواية الفاء تفيد معنى زائد، إلا أنها إن أبلت الثوب أخلفت غيره ( وكان فيها) أي في الخميصة ( علم أخضر أو أصفر) بالشك من الراوي في رواية ابن سعد أحمر بدل أخضر ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( يا أم خالد هذا) أي علم الخميصة ( سناه) بفتح السين المهملة والنون وبعد الألف هاء ساكنة قالت أم خالد كما عند ابن سعد ( وسناه بالحبشية حسن) وكلمها عليه الصلاة والسلام بلسان الحبشة لأنها ولدت بأرض الحبشة، وسقط لأبي ذر قوله حسن.




[ قــ :5510 ... غــ : 584 ]
- حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِى ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ قَالَتْ لِى: يَا أَنَسُ انْظُرْ هَذَا الْغُلاَمَ فَلاَ يُصِيبَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَنِّكُهُ فَغَدَوْتُ بِهِ فَإِذَا هُوَ فِى حَائِطٍ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ وَهْوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِى قَدِمَ عَلَيْهِ فِى الْفَتْحِ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن المثنى) أبو موسى العنزي الحافظ ( قال: حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: بالجمع ( ابن أبي عدي) محمد ( عن ابن عون) عبد الله ( عن محمد) هو ابن سيرين ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: لما ولدت أم سليم) بضم السين وفتح اللام زوج أبي طلحة أم أنس ( قالت لي: يا أنس انظر هذا الغلام فلا يصبين شيئًا) ينزل في جوفه ( حتى تغدو به إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحنكه) بأن يدلك حنكه بالتمر ( فغدوت به) إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فإذا هو في حائط) بستان ( وعليه خميصة حريثية) بالحاء المهملة المضمومة والمثلثة مصغرًا آخره هاء تأنيث منسوبة إلى حريث رجل من قضاعة.
وعند ابن السكن خيبرية بالخاء المعجمة والموحدة نسبة إلى خيبر البلد المعروف، ولبعضهم في روايات مسلم جونية بجيم مفتوحة وواو ساكنة بعدها نون نسبة إلى بني الجون أو إلى لونها من السواد أو الحمرة أو البياض.
قال في الفتح: والذي يطابق الترجمة الجونية
فإن الأشهر فيه أنه الأسود، وطرق الحديث يفسر بعضها بعضًا فيكون لونها أسود وهي منسوبة إلى صانعها ( وهو) عليه الصلاة والسلام ( يسم الظهر) أي يعلم الإبل بالكي ( الذي قدم عليه في) زمان ( الفتح) ليتميز عن غيره.