فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب التسبيح إذا هبط واديا

باب التَّسْبِيحِ إِذَا هَبَطَ وَادِيًا
( باب التسبيح إذا هبط) أتي نزل المسافر ( واديًا) .


[ قــ :2860 ... غــ : 2993 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: "كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا".
[الحديث 2993 - طرفه في: 2994] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن يوسف) الفريابي قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن حصين بن عبد الرحمن) بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ( عن سالم بن أبي الجعد) بفتح الجيم وسكون العين ( عن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- قال: كنا إذا صعدنا) بكسر العين أي طلعنا موضعًا عاليًا كجبل أو تل ( كبّرنا) استشعارًا لكبرياء الله تعالى عندما يقع البصر على الأمكنة العالية لأن الارتفاع محبوب للنفوس لما فيه من استشعار أنة أكبر من كل شيء ( وإذا نزلنا) إلى مكان منخفض كوادٍ ( سبّحنا) استنباطًا من قصة يونس، وتسبيحه في بطن الحوت لننجو من بطن الأودية كما نجا يونس بالتسبيح من بطن الحوت، وعن بعضهم لما كان التكبير لله عند رؤية عظيم من مخلوقاته وجب أن يكون فيما انخفض من الأرض تسبيح الله تعالى لأن تسبيحه تعالى تنزيه عن صفات الانخفاض والضعة.
وقال ابن المنير: ينبغي أن يكون التنزيه في محل الانخفاض والاستعلاء لأن جهتي العلو والسفل كلاهما محال على الحق تعالى فالعلو وإن كان معنويًّا لا جسمانيًّا فقد وصف به ولم يؤذن في وصفه بالانخفاض البتّة ولا له اسم مشتق من ذلك وقد ورد: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا وأوّلناه بالمعنى لكنه لم يشتق له منه اسم المتنزل بخلاف اسمه المتعالي سبحانه وتعالى اهـ.
من المصابيح.