فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب مس الحرير من غير لبس

باب مَسِّ الْحَرِيرِ مِنْ غَيْرِ لُبْسٍ.
وَيُرْوَى فِيهِ عَنِ الزُّبَيْدِىِّ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
( باب مسّ الحرير) ولأبي ذر: من مسّ الحرير ( من غير لبس) بضم اللام ( ويروى) مبني للمجهول ( فيه) في مسّ الحرير ( عن الزبيدي) بضم الزاي محمد بن الوليد أبي الهذيل القاضي الحمصي ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن أنس عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .
وهذا وصله الطبراني في الكبير، وتمامه في فوائده.
وقول المزي في أطرافه أن المؤلّف أراد حديث أبي داود والنسائي بلفظ: إنه رأى على أم كلثوم بنت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بردًا سيراء، تعقبه في الفتح فقال: وليس هذا مراد البخاري والرؤية لا يقال لها مسّ، وأيضًا فلو كان هذا الحديث مراده الجزم به لأنه صحيح عنده على شرطه، وقد أخرجه في باب الحرير للنساء من رواية شعيب عن الزهري كما سيأتي إن شاء الله تعالى.


[ قــ :5522 ... غــ : 5836 ]
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ - رضى الله عنه - قَالَ: أُهْدِىَ لِلنَّبِىِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَوْبُ حَرِيرٍ فَجَعَلْنَا نَلْمُسُهُ وَنَتَعَجَّبُ مِنْهُ فَقَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا»؟ قُلْنَا: نَعَمْ.
قَالَ: «مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِى الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا».

وبه قال: ( حدّثنا عبيد الله) بضم العين ( ابن موسى) العبسي الحافظ أحد الأعلام على تشيعه وبدعته ( عن إسرائيل) بن يونس ( عن) جده ( أبي إسحاق) عمرو السبيعي ( عن البراء) بن عازب ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: أهدي للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثوب حرير) بإضافة ثوب لتاليه أهداه له صاحب دومة ( فجعلنا نلمسه) بضم الميم مصححًا عليه في الفرع، ولأبي ذر بفتحها وكسرها وجزم في المحكم بالضم في المضارع ولم يذكر غيره ( ونتعجب منه، فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : ( أتعجبون من هذا) الثوب؟ ( قلنا: نعم.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا) الثوب.
قال الخطابي: إنما ضرب المثل بالمناديل لأنها ليست من علية الثياب بل هي تتبذل في أنواع من المرافق فيمسح بها الأيدي وينفض بها الغبار عن البدن وغير ذلك فصار سبيلها سبيل الخادم وسائر الثياب سبيل المخدوم، فإذا كان أدناها كذلك فما ظنك بعليتها؟ وفي الكواكب وخصّ سعدًا لكونه سيد الأنصار فلعل اللامسين كانوا أنصارًا أو كان سعد يحب المناديل.

وهذا الحديث مرّ في باب مناقب سعد.