فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة: 195] «

باب قَوْلِهِ: { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] التَّهْلُكَةُ وَالْهَلاَكُ وَاحِدٌ
( باب قوله) تعالى، وسقط ذلك لغير أبي ذر ( { وأنفقوا في سبيل الله} ) في سائر وجوه القربات وخاصة الصرف في قتال الكفار والبذل فيما يقوى به المسلمون على عدوّهم ( { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} ) بالكف عن الغزو والإنفاق فيه فإنه يقوي العدوّ ويسلطهم على إهلاككم أو المراد الإمساك وحب المال فإنه يؤدي إلى الهلاك المؤبد والباء في بأيديكم زائدة في المفعول به لأن ألقى يتعدى بنفسه قال الله تعالى: { فألقى موسى عصاه} وقيل متعلقة بالفعل غير زائدة والمفعول محذوف أي "ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم" يقال أهلك فلان نفسه بيده إذا تسبب لهلاكها ( { وأحسنوا} ) أعمالكم وأخلاقكم أو تفضلوا على المحاويج ( { إن الله يحب المحسنين} ) [البقرة: 195] .

( التهلكة والهلاك واحد) مصدران.


[ قــ :4267 ... غــ : 4516 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي النَّفَقَةِ.

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدّثني ( إسحاق) بن راهويه قال: ( حدّثنا النضر) بالضاد المعجمة ابن شميل قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن سليمان) بن مهران الأعمش أنه ( قال: سمعت أبا وائل) شقيق بن سلمة ( عن حذيفة { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} قال: نزلت في النفقة) قال أبو أيوب الأنصاري: نزلت يعني هذه الآية فينا معشر الأنصار.
إنّا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه قلنا فيما بيننا لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها، فأنزل الله هذه الآية الحديث.
رواه أبو داود وهذا لفظه والترمذي والنسائي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه والحافظ أبو يعلى في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وهو مفسر لقول حذيفة هذا.