فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} [البقرة: 22]

باب .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى: { فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
( قوله تعالى: { فلا تجعلوا لله أندادًا} ) جمع ند وهو المثل والنظير ( { وأنتم تعلمون} ) [البقرة: 22] حال من ضمير فلا تجعلوا ومفعول تعلمون متروك أي وحالكم أنكم من ذوي العلم والنظر وإصابة الرأي فلو تأملتم أدنى تأمل اضطر عقلكم إلى إثبات موجد للممكنات، منفرد بوجود الذات، متعال عن مشابهة المخلوقات، أوله مفعول أي: وأنتم تعلمون أنه الذي خلق ما ذكر أو أنتم تعلمون أن لا ندّ له، وعلى كل التقديرين متعلق العلم محذوف إما حوالة على العقل أو للعلم به، وسقط لأبي ذر قوله تعالى فقط.


[ قــ :4230 ... غــ : 4477 ]
- حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ».

قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ.

قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ».

قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ».
[الحديث 4477 - أطرافه في: 4761، 6001، 6811، 6861، 7520، 7532] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا ( عثمان بن أبي شيبة) الحافظ الكوفي قال: ( حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد الرازي ( عن منصور عن أبي وائل) بالهمز شقيق بن سلمة ( عن عمرو بن شرحبيل) بالصرف وعدمه الهمداني ( عن عبد الله) بن مسعود أنه ( قال: سألت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أي الذنب أعظم عند الله قال) :
( أن تجعل لله ندًّا) أي مثلًا ونظيرًا ( وهو خلقك) وغيره لا يستطيع خلق شيء موجود الخلق يدل على الخالق، واستقامة الخلق تدل على توحيده ولو كان المدبر اثنين لم يكن على الاستقامة، ولذا قال موحد الجاهلية زيد بن عمرو بن نفيل:
أربًا واحدًا أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعًا ... كذلك يفعل الرجل البصير
( قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟) بالتشديد من غير تنوين.
قال الفاكهاني: لأنه موقوف عليه في كلام السائل ينتظر الجواب منه عليه الصلاة والسلام والتنوين لا يوقف عليه إجماعًا وتنوينه مع وصله بما بعده خطأ، بل ينبغي أن يوقف عليه وقفة لطيفة ثم يؤتى بما بعده.
اهـ.

قال في المصابيح: هذا عجيب لأن الحاكي لا يجب عليه في حالة وصل الكلام بما قبله أو بما بعده أن يراعي حال المحكي عنه في الابتداء والوقف، بل يفعل هو ما تقتضيه حالته التي هو فيها، وقد قيده ابن الجوزي في مشكل الصحيحين بالتشديد والتنوين كما في الفرع وقال: هكذا سمعته من ابن الخشاب، وقال: لا يجوز إلا تنوينه لأنه اسم معرب غير مضاف.

( قال: وأن تقتل) في الفرع بإسقاط الواو وثبتت في أصله ( ولدك) حال كونك ( تخاف أن يطعم معك قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك) بفتح الهاء المهملة وكسر اللام الأولى أي زوجته فإنه زنا وإبطال لما أوصى الله تعالى به من حفظ حقوق الجيران.

وهذا الحديث أورد هنا أيضًا وفي التوحيد والأدب والمحاربين ومسلم في الإيمان والنسائي فيه والرجم والمحاربة.