فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الإمام: اللهم بين

باب قَوْلِ الإِمَامِ اللَّهُمَّ بَيِّنْ
( باب قول الإمام) في اللعان ( اللهم بيّن) أي أظهر.


[ قــ :5030 ... غــ : 5316 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ الْمُتَلاَعِنَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي ذَلِكَ قَوْلًا ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَالَ عَاصِمٌ: مَا ابْتُلِيتُ بِهَذَا الأَمْرِ إِلاَّ لِقَوْلِي.
فَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَدَ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصْفَرًّا قَلِيلَ اللَّحْمِ سَبْطَ الشَّعَرِ، وَكَانَ الَّذِي وَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ آدَمَ خَدْلًا كَثِيرَ اللَّحْمِ جَعْدًا قَطَطًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ».
فَوَضَعَتْ شَبِيهًا بِالرَّجُلِ الَّذِي ذَكَرَ زَوْجُهَا أَنَّهُ وَجَدَ عِنْدَهَا، فَلاَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهُمَا فَقَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَجْلِسِ: هِيَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ».
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لاَ.
تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ السُّوءَ فِي الإِسْلاَمِ.

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس ( قال: حدّثني) بالإفراد ( سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد) الأنصاري أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عبد الرحمن بن القاسم عن القاس بن محمد) أي ابن أبي بكر الصديق فعبد الرحمن يروي عن أبيه القاسم ( عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- ( أنه قال: ذكر) بضم الذال المعجمة ( المتلاعنان عند رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال عاصم بن عدي) الأنصاري ( في ذلك قولًا) وهو لو وجد الرجل مع امرأته رجلًا يضربه بالسيف حتى يقتله ( ثم انصرف) عاصم من عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فأتاه رجل من قومه) هو عويمر ( فذكر له أنه وجد مع امرأته) خولة ( رجلًا فقال عاصم: ما ابتليت بهذا الأمر) في رجل من قومي ( إلا لقولي) أي لسؤالي عما لم يقع ( فذهب به) فذهب عاصم بعويمر ( إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبره بالذي وجد عليه امرأته) من الخلوة بالأجنبي ( وكان ذلك الرجل مصفرًّا قليل اللحم) نحيفًا ( سبط الشعر) غير جعدة ولأبي ذر: الشعرة بسكون العين وبعد الراء هاء تأنيث ( وكان) الرجل ( الذي وجده عند أهله آدم) بالمد أسمر اللون ( خدلًا) بفتح الخاء المعجمة وسكون الدال المهملة وكسرها وتخفيف اللام وتشدد ممتلئ الساق ( كثير اللحم جعدًا) بفتح الجيم وسكون العين المهملة شعره ( قططًا) بفتحات وبكسر الطاء الأولى وفي الفرع كأصله شديد الجعودة ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( اللهم بيّن) قال ابن العرب: ليس معنى هذا الدعاء طلب ثبوت صدق أحدهما فقط بل معناه أن تلد ليظهر التشبه ولا تمتنع ولادتها بموت الولد مثلًا فلا يظهر البيان والحكمة فيه ردع من شاهد ذلك عن التلبّس بمثل ما وقع لما يترتب على ذلك من القبح ولو اندرأ الحدّ ( فوضعت) ولدًا ( شبيهًا بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجد) أي وجده ( عندها فلاعن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينهما) عقب
إخباره بالذي وجد عليه امرأته وحينئذ قوله وكان ذلك الرجل إلى آخره اعتراض ( فقال الرجل) اسمه عبد الله بن شداد بن الهاد ( لابن عباس في) ذلك ( المجلس) هذه المرأة ( هي التي قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لو رجمت أحدًا بغير بيّنة لرجمت هذه) امرأة عويمر ( فقال ابن عباس: لا تلك امرأة كاتت تظهر السوء) تعلن الفاحشة ( في الإسلام) لكن لم تعترف ولا أقيمت عليها بيّنة بذلك.