فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الوقوف على الدابة بعرفة

باب الْوُقُوفِ عَلَى الدَّابَّةِ بِعَرَفَةَ
( باب الوقوف على الدابة بعرفة) .


[ قــ :1591 ... غــ : 1661 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ "عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ نَاسًا اخْتَلَفُوا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ صَائِمٌ،.

     وَقَالَ  بَعْضُهُمْ لَيْسَ بِصَائِمٍ.
فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهْوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ فَشَرِبَهُ".

وبالسند قال: ( حدّثنا عبد الله بن مسلمة) القعنبي ( عن مالك) الإمام ( عن أبي النضر) بسكون الضاد المعجمة سالم بن أبي أمية ( عن عمير مولى عبد الله بن العباس) حقيقة أو مجازًا ( عن أم الفضل) لبابة ( بنت الحرث) -رضي الله عنها- ( أن ناسًا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال بعضهم: هو صائم) كعادته ( وقال بعضهم: ليس بصائم) لكونه مسافرًا ( فأرسلت) أم الفضل ( إليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( بقدح لبن وهو واقف على بعيره) بعرفات ( فشربه) .

وفي حديث جابر الطويل المروي في مسلم: ثم ركب إلى الموقف فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وهذا يدل لمذهب الجمهور أن الأفضل الركوب اقتداء به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولما فيه من العون على الاجتهاد في الدعاء والتضرع الذي هو المطلوب في ذلك الموضع حينئذٍ، وخصه آخرون بمن يحتاج الناس إليه للتعليم وفيه: أن الوقوف على ظهر الدابة مباح إذا لم يجحف بها ولا يعارضه النهي الوارد: لا تتخذوا ظهورها منابر لأنه محمول على الأغلب الأكثر.