فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الفهم في العلم

باب الْفَهْمِ فِي الْعِلْمِ
( باب الفهم) بإسكان الهاء وفتحها لغتان ( في العلم) أي المعلوم أي إدراك المعلومات، وإلا فالفهم نفس العلم كما فسّره به الجوهري.
كذا قاله الحافظ ابن حجر والبرماوي تبعًا للكرماني، وعورض بأن العلم عبارة عن الإدراك الجلي، والفهم جودة الذهن، والذهن قوّة تقتنص بها الصور والمعاني وتشمل الإدراكات العقلية والحسية.
وقال الليث: يقال فهمت الشيء إذا عقلته وعرفته، ويقال: فهم بتسكين الهاء وفتحها وهذا قد فسر الفهم بالمعرفة وهو عين العلم.


[ قــ :72 ... غــ : 72 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلاَّ حَدِيثًا وَاحِدًا قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الْمُسْلِمِ.
فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَسَكَتُّ.
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هِيَ النَّخْلَةُ».


وبالسند إلى المؤلف قال: ( حدّثنا علي) وفي رواية أبي ذر بن عبد الله أي المديني أعلم أهل زمانه بهذا الشأن، المتوفى فيما قاله المؤلف لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( قال، قال لي ابن أبي نجيح) بفتح النون هو عبد الله واسم أبيه يسار القدري الموثق من أبي زرعة المتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وفي مسند الحميدي عن سفيان حدّثني ابن أبي نجيح ( عن مجاهد) أي ابن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة وقيل جبير مصغر المخزومي الإمام المتفق على جلالته وتوثيقه، المتوفى سنة مائة وليس له في هذا الكتاب إلا هذا ( قال: صحبت ابن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما ( إلى المدينة) النبوية ( فلم أسمعه) حال كونه ( يحدّث عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا حديثًا واحدًا قال) :
( كنا) ولغير أبي الوقت واحدًا كنا ( عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأتي) بضم الهمزة ( بجمار) بضم الجيم وتشديد الميم وهو شحم النخيل ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( إن من الشجر شجرة مثلها كمثل) بفتح الميم والمثلثة فيهما أي صفتها العجيبة كصفة ( المسلم) قال ابن عمر: ( فأردت أن أقول) في جواب قول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حدّثوني ما هي كما صرّح به في غير هذا الرواية ( هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكت) تعظيمًا للأكابر ( قال) وفي رواية أبي الوقت وابن عساكر فقال ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هي النخلة) .
فإن قلت: ما وجه مناسبة الحديث للترجمة؟ أجيب: من كون ابن عمر لما ذكر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المسألة عند إحضار الجمار إليه فهم أن المسؤول عنه النخلة بقرينة الإتيان بجمارها.



[ قــ :7 ... غــ : 7 ]
- سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيّ


[ قــ :7 ... غــ : 7 ]
- سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيّ


[ قــ :7 ... غــ : 7 ]
- سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيّ