فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {فلما جاء آل لوط المرسلون، قال إنكم قوم منكرون} [الحجر: 62]

باب {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ * قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الحجر: 62] .
{بِرُكْنِهِ}: بِمَنْ مَعَهُ لأَنَّهُمْ قُوَّتُهُ: {تَرْكَنُوا}: تَمِيلُوا.
فَأَنْكَرَهُمْ وَنَكِرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ.
{يُهْرَعُونَ}: يُسْرِعُونَ، {دَابِرٌ}: آخِرٌ.
{صَيْحَةٌ}: هَلَكَةٌ.
{لِلْمُتَوَسِّمِينَ}: لِلنَّاظِرِينَ.
{لَبِسَبِيلٍ}: لَبِطَرِيقٍ.

هذا (باب) بالتنوين في قوله تعالى.
({فلما جاء آل لوط المرسلون}) أي الملائكة المرسلون من عند الله بعذاب قوم مجرمين ولم يعرّفوهم أنهم ملائكة ({قال}) لهم لوط ({إنكم قوم منكرون}) [الحجر: 61 - 62] لأنهم لما هجموا عليه استنكرهم وخاف من دخولهم لأجل شرّ يوصلونه إليه ({بركنه}) [الذاريات: 39] في قوله تعالى: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه} [الذاريات: 38 و39] أي أدبر عن الإيمان (بمن معه) من قومه (لأنهم قوّته) التي كان يتقوى بها كالركن الذي يتقوى به البنيان كقوله تعالى: {أو آوي إلى ركن شديد} [هود: 80] وذكره المؤلّف هنا استطرادًا لقوله في قصة لوط أو آوي إلى ركن شديد ({تركنوا}) في قوله تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} [هود: 113] أي لا (تميلوا) وذكرها استطرادًا أيضًا (فأنكرهم ونكرهم واستنكرهم واحد) في المعنى، وهذا قول أبي عبيدة في قوله تعالى: {فلما رأى أيديهم لا تصل إليهم نكرهم} [هود: 70] واعترض هذا بأن الإنكار من
إبراهيم غير الإنكار من لوط لأن إبراهيم أنكرهم لما لم يأكلوا ولوطًا أنكرهم لما لم يبالوا بمجيء قومه إليهم فلا وجه لذكر هذا هنا {يهرعون} في قوله تعالى {وجاءه قومه يهرعون إليه} [هود: 78] أي (يسرعون) {دابر} أي (آخر) يريد قوله تعالى: {وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع} [الحجر: 66] أي آخرهم مقطوع مستأصل {صيحة} في قوله تعالى {إن كانت إلا صيحة واحدة} [يس: 53] معناه (هلكة) ولا وجه لإيراده هنا.
{للمتوسمين} [الحجر: 75] قال الضحاك (للناظرين) وقال مجاهد: للمتفرسين {لبسبيل} قال أبو عبيدة أي (لبطريق).


[ قــ :3222 ... غــ : 3376 ]
- حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: "قَرَأَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ".

وبه قال: (حدّثنا محمود) هو ابن غيلان قال: (حدّثنا أبو أحمد) محمد بن عبد الله الزبيري قال: (حدّثنا سفيان) الثوري (عن أبي إسحاق) عمرو السبيعي (عن الأسود) بن يزيد (عن عبد الله) بن مسعود (-رضي الله عنه-) أنه (قال: قرأ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فهل من مدكر}) [القمر: 15] بالدال المهملة والأصل مذتكر فأبدلت التاء دالاً مهملة ثم أبدلت المعجمة مهملة لمقاربتها ثم أدغم.
وهذا الباب بتفسيره وحديث ثابت في الفرع وأصله لأبي ذر عن الحموي والمستملي، وقال الحافظ ابن حجر: هذه التفاسير وقعت في رواية المستملي وحده.