فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد "} [مريم: 54]

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} [مريم: 54]
( باب قول الله تعالى { واذكر في الكتاب} ) في القرآن ( { إسماعيل إنه كان صادق الوعد} ) [مريم: 54] قال ابن جريج: لم يعد ربه عدة إلا أنجزها.
قال ابن كثير: يعني ما التزم عبادة قط بنذر إلا قام بها ووفاها حقها.
وعند ابن جرير عن سهل بن عقيل أن إسماعيل وعد رجلاً مكانًا أن يأتيه فجاء ونسي الرجل فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد فقال: ما برحت من هاهنا: قال: لا.
قال: إني نسيت.
قال: لم أكن لأبرح حتى تأتيني فلذلك كان صادق الوعد.

وقال سفيان الثوري: بلغني أنه أقام في ذلك المكان ينتظره حولاً حتى جاءه.
وقال ابن شوذب بلغني أنه اتخذ ذلك الموضع مسكنًا، وناهيك أنه وعد الصبر على الذبح حيث قال ستجدني إن شاء الله من الصابرين فوفى به.


[ قــ :3219 ... غــ : 3373 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ -رضي الله عنه- قَالَ: «مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارموا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلاَنٍ.
قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ: ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ».

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) أبو رجاء الثقفي مولاهم البلخي قال: ( حدّثنا حاتم) بالحاء المهملة وكسر الفوقية ابن إسماعيل الكوفي ( عن يزيد بن أبي عبيد) بضم العين مصغرًا مولى سلمة بن الأكوع ( عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-) أنه ( قال: مرّ النبي) ولأبي ذر: رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على نفر) عدة من رجال من ثلاثة إلى عشرة ( من أسلم) القبيلة المعروفة حال كونهم ( ينتضلون) بالضاد المعجمة يترامون على سبيل المسابقة ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( ارموا بني إسماعيل) يا بني إسماعيل بن إبراهيم الخليل ( فإن أباكم) إسماعيل وأطلق عليه أبا مجازًا لأنه جدهم الأبعد ( كان راميًا وأنا مع بني فلان) يعني ابن الأدرع كما في حديث أبي
هريرة عند ابن حبان في صحيحه واسمه محجن كما في الطبراني ولأبي ذر ارموا وأنا مع بني فلان وله عن الحموي والمستملي مع ابن فلان ( قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم) عن الرمي ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما لكم لا ترمون؟ فقالوا: يا رسول الله نرمي وأنت معهم؟ قال) ولأبي الوقت فقال ( ارموا وأنا) بالواو ( معكم كلكم) بجر اللام تأكيدًا للضمير المجرور.

وهذا الحديث سبق في باب التحريض على الرمي من كتاب الجهاد.