فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة: 125]

باب { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
[البقرة: 125] مَثَابَةً يَثُوبُونَ: يَرْجِعُونَ
هذا ( باب) بالتنوين ( { واتخذوا} ) وسقط لغير أبي ذر باب وقال بدله قوله واتخذوا ( { من مقام إبراهيم مصلّى} ) .
[البقرة: 125] بكسر خاء اتخذوا بلفظ الأمر فقيل عطف على اذكروا إذا قيل إن الخطاب هنا لبني إسرائيل أي: اذكروا نعمتي واتخذوا من مقام إبراهيم، وقرأ نافع وابن عامر: واتخذوا ماضيًا بلفظ الخبر قبل عطفًا على جعلنا أي: واتخذ الناس مقامه الموسوم به يعني الكعبة قبلة يصلون إليها ( { مثابة} ) [البقرة: 125] قال أبو عبيدة في تفسيره: ( يثوبون.
يرجعون)
وعن ابن عباس مما رواه الطبري قال: يأتونه ثم يرجعون إلى أهليهم ثم يعودون إليه لا يقضون منه وطرًا.


[ قــ :4236 ... غــ : 4483 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه- وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلاَثٍ أَوْ وَافَقَنِى رَبِّي فِي ثَلاَثٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى؟ وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ: إِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْرًا مِنْكُنَّ، حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ: يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} [التحريم: 5] الآيَةَ.
.

     وَقَالَ  ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ عُمَرَ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) بالمهملات ابن مسرهد ( عن يحيى بن سعيد) القطان ( عن حميد)
الطويل ( عن أنس) أنه ( قال: قال عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه: وافقت الله) ولأبي الوقت: وافقت ربي ( في ثلاث) أي قضايا ( أو وافقني ربي في ثلاث) بالشك وذكر الثلاث لا يقتضي نفي غيرها، فقد روي عنه موافقات بلغت خمسة عشرًا كقصة الأساري ( قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلّى) بين يدي القبلة يقوم الإمام عنده وسقط من في الفرع كأصله، وزاد في باب ما جاء في القبلة من كتاب الصلاة فنزلت: ( { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى} وقلت: يا رسول الله يدخل عليك) أي في حجر أمهات المؤمنين ( البر والفاجر) أي الفاسق وهو مقابل البر ( فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب) وجواب لو محذوف في الموضعن أو هي للتمني فلا تفتقر لجواب، وعند ابن مالك هي لو المصدرية أغنت عن فعل التمني ( فأنزل الله آية الحجاب) وثبت قوله فأنزل الله آية الحجاب في اليونينية وسقط من فرعها ( قال) أي عمر: ( وبلغني معاتبة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعض نسائه) حفصة وعائشة ( فدخلت عليهن قلت) : ولأبي ذر فقلت بزيادة الفاء ( إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقطت التصلية لغير أبي ذر ( خيرًا منكنّ حتى أتيت إحدى نسائه قالت: يا عمر أما) بالتخفيف ( في رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقطت التصلية أيضًا لغير أبي ذر ( ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت) والقائلة هذا هي أم سلمة كما في سورة التحريم بلفظ فقالت أم سلمة: عجبًا لك يا ابن الخطاب دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأزواجه.
وقال الخطيب: هي زينب بنت جحش وتبعه النووي ( فأنزل الله: { عسى ربه إن طلقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن مسلمات} [التحريم: 5] الآية) .

وهذا الحديث سبق في باب: ما جاء في القبلة من الصلاة.

( وقال ابن أبي مريم) : هو سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم المصري مما رواه المؤلّف في الصلاة مذاكرة ( أخبرنا يحيى بن أيوب) الغافقي قال: ( حدّثني) بالإفراد ( حميد) الطويل قال: ( سمعت أنسًا عن عمر) رضي الله تعالى عنهما.