فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قصة دوس، والطفيل بن عمرو الدوسي

باب قِصَّةُ دَوْسٍ وَالطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ
( قصة دوس) بفتح الدال وسكون الواو وبالسين المهملة، ( والطفيل بن عمرو) بضم الطاء وفتح الفاء وعمرو بفتح العين ( الدوسي) بفتح الدال.


[ قــ :4154 ... غــ : 4392 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ عَصَتْ، وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْئتِ بِهِمْ».

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن ابن ذكوان) عبد الله أبي عبد الرحمن الإمام المدني المعروف بأبي الزناد ( عن عبد الرحمن) بن هرمز ( الأعرج عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه ( قال: جاء الطفيل بن عمرو) الدوسي وكان يقال له ذو النون لأنه كما ذكر هشام بن الكلبي لما أتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعثه إلى قومه فقال: اجعل لي آية.
فقال: "اللهم نوّر له" فسطع نور بين عينيه فقال: يا رب إني أخاف أن يقولوا إنه مثلة فتحول إلى طرف سوطه فكان يضيء في الليلة المظلمة ( إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) يا رسول الله: ( إن دوسًا) القبيلة ( قد هلكت عصت وأبت فادع الله عليهم، فقال) عليه الصلاة والسلام:
( اللهم اهدِ دوسًا) للإسلام ( وائت بهم) فرجع الطفيل إلى قومه فدعاهم إلى الله، ثم قدم بعد ذلك على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بخيبر، فنزل المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس قد أسلموا.




[ قــ :4155 ... غــ : 4393 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ
وَأَبَقَ غُلاَمٌ لِي فِي الطَّرِيقِ فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَايَعْتُهُ فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلاَمُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلاَمُكَ»؟ فَقُلْتُ: هُوَ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى فَأَعْتَقْتُهُ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن العلاء) بن كريب أبو كريب الهمداني الكوفي قال: ( حدّثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة قال: ( حدّثنا إسماعيل) بن أبي خالد ( عن قيس) هو ابن أبي حازم ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- أنه ( قال: لما قدمت) أي لما أردت القدوم ( على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أريد الإسلام عام خيبر سنة سبع ( قلت في الطريق) :
( يا ليلة) كذا في جميع الروايات، وقول الكرماني أنه لا بّد من إثبات فاء أو واو في أوله ليصير موزونًا، وتعقب بأن هذا في العروض يسمى الخرم بالخاء المعجمة المفتوحة والراء الساكنة، وهو أن يحذف من أول الجزء حرف من حروف المعاني وما جاز حذفه لا يقال لا بدّ من إثباته قاله في الفتح ( من طولها وعنائها) بفتح العين والنون والمدّ تعبها ( على أنها من دارة الكفر نجت) والدارة أخص من الدار وقد أكثر استعمالها في أشعار العرب كقول امرئ القيس:
ولا سيما يوم بدارة جلجل
قال أبو هريرة ( وأبق غلام لي في الطريق) قال في الفتح: لم أقف على اسمه، وفي رواية محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد في العتق: ومعه غلام ضلّ كل واحد منهما عن صاحبه أي: تاه فذهب كل واحد إلى ناحية ( فلما قدمت على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فبايعته) على الإسلام ( فبينا) بغير ميم ( أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( يا أبا هريرة هذا غلامك) لعله علمه بإخبار الملك له أو بوصف أبي هريرة له والحمل على الأول أولى.
قال أبو هريرة: ( فقلت) ولأبي ذر فقال أي أبو هريرة ( هو لوجه الله فأعتقته) أي بهذا اللفظ، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فأعتقه بلفظ الماضي بفتح القاف بغير تاء بعدها.