فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الخاتم في الخنصر

باب الْخَاتَمِ فِى الْخِنْصَرِ
( باب) لبس ( الخاتم في الخنصر) دون غيرها من الأصابع والخنصر بكسر المعجمة وفتح المهملة، وهذا الباب مؤخر بعد لاحقه في اليونينية.


[ قــ :5560 ... غــ : 5874 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ: صَنَعَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَاتَمًا قَالَ: «إِنَّا اتَّخَذْنَا خَاتَمًا وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا فَلاَ يَنْقُشْ عَلَيْهِ أَحَدٌ».
قَالَ: فَإِنِّى لأَرَى بَرِيقَهُ فِى خِنْصَرِهِ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو معمر) عبد الله بن عمرو المنقري المقعد قال: ( حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد قال: ( حدّثنا عبد العزيز بن صهيب) البناني الأعمى ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال:
صنع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)
ولأبي ذر اصطنع بطاء مهملة مفتوحة بعد الصاد الساكنة افتعل من الصنع أي اتخذ فأبدل من تاء الافتعال طاء لتقاربهما في المخرج ( خاتمًا قال) :
( إنّا اتخذنا خاتمًا) أي من فضة ( ونقشنا) بفتح القاف وسكون المعجمة ( فيه نقشًا) وهو محمد رسول الله ( فلا ينقش) بالجزم على النهي ولأبي ذر عن الكشميهني فلا ينقش بنون التوكيد الثقيلة ( عليه أحد) .
وفي رواية ابن عمر لا ينقش أحد على نقش خاتمي هذا وهو صفة لمصدر محذوف أي نقشًا كائنًا على نقش خاتمي ومماثلاً له قال النووي: وسبب النهي أنه إنما نقش على خاتمه محمد رسول الله ليختم به كتبه إلى الملوك فلو نقش غيره مثله لدخلت المفسدة وحصل الخلل وفات المقصود ( قال) أنس: ( فإني لأرى) بفتح الهمزة ( بريقه) بفتح الموحدة وكسر الراء لمعانه ( في خنصره) .
قال النووي في شرح مسلم: السُّنَّة للرجل جعل خاتمه في الخنصر لأنه أبعد من الامتهان فيما يتعاطى باليد لكونه طرفًا ولأنه لا يشغل اليد عما تناوله من أشغالها بخلاف غير الخنصر ويكره له جعله في الوسطى والسبابة للحديث وهي كراهة تنزيه.

وحديث الباب أخرجه النسائي في الزينة.