فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن

باب إِذَا دُعِىَ الرَّجُلُ فَجَاءَ هَلْ يَسْتَأْذِنُ؟
قَالَ سَعِيدٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِى رَافِعٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «هُوَ إِذْنُهُ».

هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه ( إذا دعي الرجل) إلى منزل ( فجاء هل يستأذن) قبل أن يدخل أم لا؟ ( قال) ولأبي ذر وقال: ( سعيد) : هو ابن أبي عروبة ولأبي ذر عن الكشميهني شعبة أن ابن الحجاج قال: في الفتح والأول هو المحفوظ ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أبي رافع) نفيع البصري ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( هو) أي الدعاء ( إذنه) فلا يحتاج إلى تجديده.

وهذا التعليق وصله المؤلّف في الأدب المفرد وأبو داود من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة، وزاد أبو داود إلى طعام ثم قال: لم يسمع قتادة من أبي رافع كذا في رواية اللؤلؤي عن أبي داود قال في الفتح: وقد ثبت سماعه منه في الحديث الآتي إن شاء الله تعالى في كتاب التوحيد من رواية سليمان التيمي عن قتادة أن أبا رافع حدثه ..

[ قــ :5917 ... غــ : 6246 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، أَخْبَرَنَا مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَجَدَ لَبَنًا فِى قَدَحٍ فَقَالَ: «أَبَا هِرٍّ الْحَقْ أَهْلَ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ إِلَىَّ»، قَالَ: فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأُذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا.

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا عمر بن ذر) بضم العين في الأول وفتح الذال المعجمة وتشديد الراء الهمداني ( وحدّثنا) وفي نسخة ح للتحويل وحدّثنا ولأبي ذر وحدثني بالإفراد ( محمد بن مقاتل) المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك قال: ( أخبرنا عمر بن ذر) المذكور قال: ( أخبرنا مجاهد) هو ابن جبر ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه ( قال: دخلت مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) منزله ( فوجد لبنًا في قدح فقال) :
( أبا هرّ) بكسر الهاء وتشديد الراء منونة زاد في الرقاق قلت لبيك يا رسول الله قال: ( الحق) بهمزة وصل وفتح الحاء المهملة ( أهل الصفة) سقيفة كانت بالمسجد ينزل فيها فقراء الصحابة -رضي الله عنهم- ( فادعهم إليّ) بتشديد الياء ( قال) أبو هريرة -رضي الله عنه-: ( فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا) في الدخول ( فأذن لهم) بضم الهمزة وكسر المعجمة ( فدخلوا) الحديث.
ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى في باب كيف كان عيش النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصحابه وتخليهم عن الدنيا من كتاب الرقاق.

واستشكل قوله فاستأذنوا مع قوله في السابق هو إذنه إذ ظاهره التعارض.
وأجيب: بأنه يختلف بطول العهد وقصره فإن طال العهد بين الطلب والمجيء احتاج إلى استئناف الإذن، وإلاّ فلا وقيده السفاقسي بمن علم أنه ليس عنده من يستأذن لأجله قال: والاستئذان على كل حال أحوط.