فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {أو صدقة} [البقرة: 196] وهي إطعام ستة مساكين

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { أَوْ صَدَقَةٍ} [البقرة: 196] وَهْيَ إِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ
( باب) تفسير الصدقة المذكورة في ( قول الله تعالى) ( { أو صدقة} ) [البقرة: 196] لأنها مبهمة فسرها بقوله ( وهي إطعام ستة مساكين) .


[ قــ :1734 ... غــ : 1815 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سَيْفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: "وَقَفَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْحُدَيْبِيَةِ وَرَأْسِي يَتَهَافَتُ قَمْلاً، فَقَالَ: يُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَاحْلِقْ رَأْسَكَ -أَوْ قَالَ: احْلِقْ- قَالَ: فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} إِلَى آخِرِهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ تَصَدَّقْ بِفَرَقٍ بَيْنَ سِتَّةٍ، أَوِ انْسُكْ بِمَا تَيَسَّرَ".

وبالسند قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا سيف) هو ابن سليمان المكي ( قال: حدثني) بالإفراد ( مجاهد) المفسر ( قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى أن كعب بن عجرة) -رضي الله عنه- ( حدثه قال) : ( وقف عليّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالحديبية ورأسي يتهافت قملاً) أي يتساقط شيئًا فشيئًا، والجملة حالية وانتصاب قملاً على التمييز وفي رواية أيوب عن مجاهد في المغازي: أتى عليّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا أوقد تحت برمة والقمل يتناثر على رأسي، زاد في رواية ابن عون عن مجاهد

في الكفارات فقال: ادن فدنوت، ولأحمد من وجه آخر في هذه الطريق وقع القمل في رأسي ولحيتي حتى حاجبي وشاربي فأرسل إليّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: ( لقد أصابك بلاء) ولأبي داود: أصابني هوام حتى تخوّفت على بصري، وفي رواية أبي وائل عن كعب عند الطبري: فحك رأسي بأصبعه فانتثر منه القمل.
زاد الطبراني من طريق الحجم أن هذا لأذى قلت شديد يا رسول الله، ولابن خزيمة رآه وقمله يسقط على وجهه ( فقال) :
( يؤذيك هوامك) بحذف همزة الاستفهام ( قلت نعم) يا رسول الله ( قال) : ( فاحلق رأسك) -أو قال- ( احلق) بحذف المفعول وهو شك من الراوي ( قال) : أي كعب ( فيّ نزلت) هذه الآية ( { فمن كان منكم مريضًا أو به أذى من رأسه} ) [البقرة: 196] إلى آخرها، ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ( صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق) بفتح الفاء والراء وقد تسكن قاله: ابن فارس وقال الأزهري: بالفتح في كلام العرب والمحدثون يسكنونه، والمنقول جواز كل منهما، والذي في اليونينية: الفتح وهو مكيال معروف بالمدينة وهو ستة عشر رطلاً ( بين ستة) من المساكين ( أو انسك) بصيغة الأمر وللأربعة أو نسك ( بما) بالموحدة قبل ما ولأبوي ذر والوقت مما ( تيسر) من أنواع الهدي.