فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما جاء في قول الرجل ويلك

باب مَا جَاءَ فِى قَوْلِ الرَّجُلِ وَيْلَكَ
( باب ما جاء في قول الرجل) لغيره ( ويلك) كلمة عذاب نصب على المصدر بفعل ملاق له في المعنى دون الاشتقاق ومثله ويحه وويسه أو على المفعول بتقدير ألزمك الله ويلك، وقيل أصلها وي كلمة تاؤه فلما أكثر قولهم وي لفلان وصلوها باللام وقدّروا أنها منها فأعربوها.


[ قــ :5830 ... غــ : 6159 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه- أَنَّ
النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَجُلاً يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ: «ارْكَبْهَا»، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: «ارْكَبْهَا» قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: «ارْكَبْهَا وَيْلَكَ».

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي الحافظ قال: ( حدّثنا همام) بفتح الهاء وتشديد الميم ابن يحيى بن دينار العوذي بفتح العين المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة البصري ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس رضي الله عنه أن النبي رأى رجلاً) أي يسم ( يسوق بدنة) ناقة تنحر بمكة يعني أنها هدي تساق إلى المحرم ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له:
( اركبها) ( قال) الرجل: ( إنها بدنة.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( اركبها) ( قال) الرجل: ( إنها بدنة.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( اركبها ويلك) بتكرير ذلك ثلاثًا.
وقال له: ويلك تأديبًا له لأجل مراجعته له مع عدم خفاء الحال عليه أو لم يرد بها موضوعها الأصلي بل جرت على لسانه في المخاطبة من غير قصد، وقيل غير ذلك كما مرّ في الحج.




[ قــ :5831 ... غــ : 6160 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِى الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَجُلاً يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ لَهُ: «ارْكَبْهَا» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: «ارْكَبْهَا وَيْلَكَ» فِى الثَّانِيَةِ أَوْ فِى الثَّالِثَةِ.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) سقط لأبي ذر بن سعد ( عن مالك) الإمام ( عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان ( عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى رجلاً) أي يسم ( يسوق بدنة) زاد مسلم مقلدة ( فقال له) :
( اركبها قال: يا رسول الله إنها بدنة) أي هدي ( قال اركبها ويلك) قالها ( في) المرة ( الثانية أو في) المرة ( الثالثة) بالشك من الراوي.

والحديث سبق في الحج.




[ قــ :583 ... غــ : 6161 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِىِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ لَهُ: أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا حماد) هو ابن زيد ( عن ثابت البناني) بضم الموحدة ( عن أنس بن مالك) سقط ابن مالك لأبي ذر قال: حماد أيضًا ( وأيوب) السختياني وفي بعض النسخ ح للتحويل وأيوب ( عن أبي قلابة) عبد الله الجرمي ( عن أنس بن مالك) -رضي الله عنه- أنه ( قال: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سفر وكان معه غلام له أسود) اللون حبشيًّا حسن الصوت بالحداء ( يقال: أنجشة يحدو) ببعض أمهات المؤمنين ومعهن أم أنس أم سليم ( فقال له رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( ويحك) بالحاء المهملة كلمة رحمة نصب بإضمار فعل كأنه قال: ألزمه الله ويحًا ولأبي ذر عن الحموي ويلك كلمة عذاب كما مرّ.
وقال الترمذي: إنهما بمعنى واحد تقول ويح لزيد وويل لزيد، لكن عند الخرائطي في مساوئ الأخلاق بسند واه عن عائشة أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لها في قصة: لا تجزعي من الويح فإنها كلمة رحمة ولكن اجزعي من الويل ( يا أنجشة رويدك بالقوارير) أي ارفق بالنساء في السير لئلا يسقطن من شدة الإسراع.

والحديث سبق قريبًا.




[ قــ :5833 ... غــ : 616 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ ثَلاَثًا مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا لاَ مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلاَنًا وَاللَّهُ حَسِيبُهُ وَلاَ أُزَكِّى عَلَى اللَّهِ أَحَدًا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ».

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) أبو سلمة المنقري قال: ( حدّثنا وهيب) بضم الواو ابن خالد ( هو خالد) هو ابن مهران الحذاء ( عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) أبي بكرة بفتح الموحدة وسكون الكاف نفيع بن الحارث أنه ( قال: أثنى رجل على رجل) قال الحافظ ابن حجر: لم أعرفهما ( عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) خيرًا ( فقال) عليه الصلاة والسلام له:
( ويلك قطعت عنق أخيك) بثنائك عليه لأنه أوقعه في الإعجاب بنفسه الموجب لهلاك دينه وقطع العنق مجاز عن القتل فهما مشتركان في الهلاك إلا أن هذا ديني قال له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ويلك الخ ( ثلاثًا) ثم قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( من كان منكم مادحًا) أحدًا ( لا محالة) بفتح الميم والحاء المهملة وتخفيف اللام لا بدّ ( فليقل أحسب فلانًا) كذا وكذا ( والله حسيبه) محاسبه على عمله ( ولا أزكي) بهمزة مضمومة ( على الله أحدًا) أي لا أشهد على الله جازمًا أنه عنده كذا وكذا لأنه لا يعرف باطنه أو لا يقطع به لأن عاقبة أمره لا يعلمها إلا الله والجملتان اعتراض وقوله ( إن كان يعلم) متعلق بقوله فليقل.

والحديث سبق في الشهادات، وفي باب ما يكره من التمادح.




[ قــ :5834 ... غــ : 6163 ]
- حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِىِّ، عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ، وَالضَّحَّاكِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ: بَيْنَا النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قِسْمًا فَقَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ: رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ: «وَيْلَكَ مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ» فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِى فَلأَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ: «لاَ إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى
يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْىِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَشْهَدُ أَنِّى كُنْتُ مَعَ عَلِىٍّ، حِينَ قَاتَلَهُمْ فَالْتُمِسَ فِى الْقَتْلَى فَأُتِىَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِى نَعَتَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( عبد الرحمن بن إبراهيم) بن ميمون أبو سعيد المعروف بدحيم بن اليتيم قال: ( حدّثنا الوليد) بن مسلم أبو العباس الدمشقي ( عن الأوزاعي) عبد الرحمن ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف ( والضحاك) بن شراحيل ويقال شرحبيل المشرقي بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الراء بعدها قاف الهمداني ومشرق بطن من همدان ( عن أبي سعيد) سعد بن مالك ( الخدري) -رضي الله عنه- أنه ( قال: بينا) بغير ميم ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقسم ذات يوم قسمًا) بكسر القاف مصححًا عليه في الفرع كأصله وسكون السين المهملة وكان تبرًا بعثه علي بن أبي طالب ( فقال ذو الخويصرة) بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وكسر الصاد المهملة مصغرًا نافع أو حرقوص بن زهير ( رجل من بني تميم: يا رسول الله اعدل) في القسمة ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( ويلك) دعاء عليه ( من يعدل إذا لم أعدل فقال عمر) -رضي الله عنه-: يا رسول الله ( ائذن لي فلأضرب عنقه) بكسر اللام والجزم جواب الشرط ولأبي ذر فلأضرب بالنصب فالفاء سببية ينصب بعدها المضارع ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( لا) تضرب عنقه ( إن له أصحابًا) يصومون النهار ويقومون الليل ( يحقر) بفتح أوّله وكسر القاف ( أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون) يخرجون سريعًا ( من الدين) الإسلامي من غير حظ ينالهم منه أو المراد بالدين الطاعة للإمام ( كمروق السهم من الرمية) الصيد المرمي ولشدة سرعة خروج السهم من الرمية لقوة ساعد الرامي لا يعلق بالسهم من جسد الصيد شيء ( ينظر) مبني للمفعول ( إلى نصله) أي إلى حديده ( فلا يوجد فيه) في النصل ( شيء) من الصيد ولا غيره ( ثم) ولأبي ذر ( ينظر إلى نضيه) بفتح النون وكسر الضاد المعجمة وتشديد التحتية وهي القدح أي عود السهم ( فلا يوجد فيه شيء) من الدم ولا غيره ( ثم ينظر إلى قذذه) بضم القاف وفتح الذال المعجمة الأولى ريشه ( فلا يوجد فيه شيء سبق) ولأبي ذر قد سبق أي السهم ( الفرث) بالفاء المفتوحة والراء الساكنة والمثلثة ما يجتمع في الكرش ( والدم) فلم يظهر أثرهما فيه كما أن هؤلاء لا يتعلقون من الإسلام بشيء ( يخرجون على حين فرقة) بكسر الحاء المهملة وسكون التحتية بعدها نون وفرقة بضم الفاء أي على زمان افتراق، ولأبي ذر عن الكشميهني: على خير فرقة بالخاء المعجمة المفتوحة وبعد التحتية الساكنة راء أي أفضل فرقة بكسر الفاء طائفة ( من الناس) علي بن أبي طالب وأصحابه ( آيتهم) بمد الهمزة علامتهم ( رجل) اسمه نافع أو ذو الخويصرة ( إحدى يديه) بالتحتية أوّله تثنية يد ( مثل ثدي المرأة) بالمثلثة وسكون الدال المهملة ( أو) قال: ( مثل البضعة) بفتح الموحدة وسكون الضاد المعجمة وفتح العين المهملة القطعة من اللحم ( تدردر) بفتح الفوقية والدالين المهملتين بينهما راء ساكنة وآخره راء أيضًا وأصله تتدردر فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا أي تتحرك.

( قال أبو سعيد) الخدري بالسند السابق ( أشهد لسمعته) أي الحديث ( من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأشهد أني كنت مع علي) -رضي الله عنه- ( حين قاتلهم) بالنهروان بقرب المدائن ( فالتمس) بضم الفوقية مبنيًّا للمفعول أي طلب الرجل المذكور ( في القتلى) فوجد ( فأتي به) بضم الهمزة مبنيًا للمفعول إلى عليّ فإذا هو ( على النعت الذي نعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي على الوصف الذي وصفه به، والفرق بين الصفة والنعت أن النعت يكون بالحلية كالطويل والقصير والصفة بالأفعال نحو ضارب وخارج، وحينئذٍ لا يقال الله منعوت بل يقال موصوف، وقيل: النعت ما كان لشيء خاص كالعرج والعمى والعور لأن ذلك يخص موضعًا من الجسد والصفة ما لم تكن لشيء مخصوص كالعظيم والكريم فلذلك قال أبو سعيد هنا على نعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فافهم فإن فيه دقة.
وقال الجوهري والمجد الشيرازي: الصفة كالعلم والسواد وأما النحويون فلا يريدون بالصفة هذا لأن الصفة عندهم هي النعت والنعت هو اسم الفاعل نحو ضارب، والمفعول نحو مضروب وما يرجع إليهما من طريق المعنى.

والحديث سبق في علامات النبوّة.




[ قــ :5835 ... غــ : 6164 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِىُّ، حَدَّثَنِى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ: «وَيْحَكَ» قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِى فِى رَمَضَانَ قَالَ: «أَعْتِقْ رَقَبَةً» قَالَ: مَا أَجِدُهَا قَالَ: «فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ» قَالَ: لاَ أَسْتَطِيعُ قَالَ: «فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا» قَالَ: مَا أَجِدُ فَأُتِىَ بِعَرَقٍ فَقَالَ: «خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَى غَيْرِ أَهْلِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا بَيْنَ طُنُبَىِ الْمَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّى فَضَحِكَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ قَالَ: «خُذْهُ».

تَابَعَهُ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِىِّ.

     وَقَالَ  عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ وَيْلَكَ.

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن) المروزي المجاور بمكة قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا الأوزاعي) عبد الرحمن قال: ( حدثني) بالإفراد ( ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( عن حميد بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً) قيل هو سلمة بن صخر أو سلمان بن صخر أو أعرابي ( أتى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله هلكت) أي فعلت ما هو سبب هلاكي ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له:
( ويحك) مالك ( قال: وقعت على أهلي) أي جامعت زوجتي ( في رمضان.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( أعتق
رقبة.
قال: ما أجدها قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( فصم شهرين متتابعين.
قال: لا أستطيع.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( فأطعم
ستين مسكينًا)
بهمزة قطع مفتوحة وكسر العين أعم من الفقير ( قال: ما أجد) وفي حديث ابن عمر قال: والذي بعثك بالحق ما أشبع أهلي ( فأتي) بضم الهمزة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( بعرق) بفتح العين والراء بعدها قاف والعرق المكتل يسع خمسة عشر صاعًا ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( خذه فتصدق به) أي بالتمر
الذي فيه ( فقال: يا رسول الله أعلى غير أهلي فوالذي نفسي بيده ما بين طنبي) بطاء مهملة ونون مضمومتين وموحدة مفتوحة تثنية طنب واحد أطناب الخيمة فاستعاره للطرف وللناحية.
وقال في الكواكب: شبه المدينة بفسطاط مضروب وحرتيها بالطنبين أراد ما بين لابتي ( المدينة أحوج) ولأبي ذر عن الكشميهني أفقر ( مني فضحك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى بدت أنيابه) تعجبًا وهي وسط الأسنان، ولا منافاة بين قوله في الرواية الأخرى نواجذه لظهورها عند الضحك وقد يطلق كل منهما على الآخر ( قال) : ولأبي ذر وقال: ( خذه) وله عن الكشميهني ثم قال: أطعمه أهلك أي من تلزمك نفقته أو زوجتك أو مطلق أقاربك.

والحديث سبق في الصيام.

( تابعه) أي تابع الأوزاعي ( يونس) بن يزيد الأيلي في روايته ( عن الزهري) محمد بن مسلم فيما وصله البيهقي وقال: ويحك وما ذاك.
( وقال عبد الرحمن بن خالد) الفهمي أمير مصر لهشام بن عبد الملك في روايته ( عن الزهري) وقال: ( ويلك) بدل ( ويحك) .
وهذا وصله الطحاوي من طريق الليث حدثني عبد الرحمن فذكره.




[ قــ :5836 ... غــ : 6165 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنِى ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِىُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِىِّ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ -رضى الله عنه- أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى عَنِ الْهِجْرَةِ؟ فَقَالَ «وَيْحَكَ إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ»؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: «فَهَلْ تُؤَدِّى صَدَقَتَهَا»؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: «فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا».

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن عبد الرَّحمن) بن عيسى الدمشقي ابن بنت شرحبيل أبو أيوب قال: ( حدّثنا الوليد) بن مسلم الدمشقي قال: ( حدّثنا أبو عمرو) بفتح العين عبد الرحمن ( الأوزاعي) بالزاي قال: ( حدثني) بالإفراد ( ابن شهاب) محمد بن مسلم ( الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي) المدني نزيل الشام ( عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن أعرابيًّا قال: يا رسول الله أخبرني عن الهجرة) وفي باب الهجرة إلى المدينة أن أعرابيًّا سأل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الهجرة أي أن يبايعه على الإقامة بالمدينة ولم يكن الأعرابي من أهل مكة الذين وجبت عليهم الهجرة قبل الفتح ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له:
( ويحك إن شأن الهجرة) أي القيام بحقها ( شديد) لا يقدر عليه ( فهل لك من إبل قال: نعم.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( فهل تؤدي صدقتها) ؟ زكاتها ( قال: نعم قال: فاعمل من وراء البحار) من وراء القرى والمدن سواء كنت مقيمًا في بلدك أو غيرها من أقصى بلاد الإسلام، وإن كنت أبعد من المدينة والقرية يقال لها البحرة لاتساعها، وقال في الفتح: ووقع في رواية الكشميهني من وراء التجار بفوقية ثم جيم قال: وهو تصحيف ( فإن الله لن يترك) بكسر الفوقية أي لن ينقصك ( من)
ثواب ( عملك شيئًا) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي لم يترك بالجازم بدل الناصب وسكون الراء للجزم وفي رواية ذكرها في الفتح لن يترك بفتح التحتية وسكون الفوقية من الترك والكاف أصلية.

والحديث سبق في الزكاة والهجرة.




[ قــ :5837 ... غــ : 6166 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «وَيْلَكُمْ» -أَوْ وَيْحَكُمْ- قَالَ شُعْبَةُ: شَكَّ هُوَ «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».
.

     وَقَالَ  النَّضْرُ: عَنْ شُعْبَةَ وَيْحَكُمْ.
.

     وَقَالَ  عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَيْلَكُمْ أَوْ وَيْحَكُمْ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب) الحجبي البصري قال: ( حدّثنا خالد بن الحارث) الهجيمي بالجيم أبو عثمان المصري الحافظ قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم أبو بسطام الواسطي ثم البصري كان سفيان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث ( عن واقد بن محمد بن زيد) بالقاف والدال المهملة ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني أنه ( قال: سمعت أبي) محمد بن زيد ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( ويلكم أو ويحكم قال شعبة) بن الحجاج: ( شك هو) أي شيخه واقد بن محمد هل قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويلكم أو ويحكم ( لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض) لا تكن أفعالكم تشبه أفعال الكفار في ضرب رقاب المسلمن مستحلين.

( وقال النضر) بالمعجمة الساكنة ابن شميل بضم المعجمة ( عن شعبة) بن الحجاج بالسند السابق ( ويحكم) بالحاء ولم يشك.
( وقال عمر بن محمد) بضم العين أخو واقد المذكور مما وصله في أواخر المغازي من طريق ابن وهب عن عمر ( عن أبيه) محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده ابن عمر ( ويلكم أو ويحكم) كقول أخيه واقد قال في الفتح: فدلّ على أن الشك فيه من محمد بن زيد أو ممن فوقه والله أعلم.




[ قــ :5838 ... غــ : 6167 ]
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ؟ قَالَ: «وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا»؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلاَّ أَنِّى أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: «إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» فَقُلْنَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ: «نَعَمْ».
فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا فَمَرَّ غُلاَمٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِى فَقَالَ: «إِنْ أُخِّرَ هَذَا، فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ».
وَاخْتَصَرَهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا عمرو بن عاصم) بفتح العين وسكون الميم القيسي البصري الكلابي قال: ( حدّثنا همام) هو ابن يحيى العوذي ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس) -رضي الله عنه- ( أن رجلاً من أهل البادية) قال في المقدمة لم أعرف اسمه، لكن في الدارقطني ما يدل على أنه ذو الخويصرة اليماني وهو الذي بال في المسجد ( أتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله متى الساعة قائمة) ؟ برفع قائمة على أنه خبر الساعة فمتى ظرف متعلق به وبنصبه على الحال من الضمير المستكن في متى إذ هو على هذا التقدير خبر عن الساعة فهو ظرف مستقر، ولما كان سؤال الرجل يحتمل أن يكون على وجه التعنت وأن يكون على وجه الخوف فامتحنه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيث ( قال) له:
( ويلك ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها) زاد مسلم من طريق معمر عن الزهري عن أنس من كبير عمل أحمد عليه نفسي ( إلا أني أحب الله ورسوله قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( إنك مع من أحببت) لما امتحنه وظهر من جوابه إيمانه ألحقه بمن ذكر، وليس المراد بالمعية التساوي فإنه يقتضي التسوية في الدرجة بين الفاضل والمفضول وذلك لا يجوز، بل المراد كونهم في الجنة بحيث يتمكن كل واحد منهم من رؤية الآخر وإن بَعُدَ المكان لأن الحجاب إذا زال شاهد بعضهم بعضًا وإذا أرادوا الرؤية والتلاقي قدروا على ذلك.
قال أنس ( فقلنا) ولأبي ذر عن الكشميهني فقالوا ( ونحن كذلك) نكون مع من أحببنا ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( نعم ففرحنا) بذلك ( يومئذ فرحًا شديدًا) وحق لهم ذلك ( فمرّ غلام للمغيرة) بن شعبة الثقفي واسم الغلام محمد كما في مسلم وقيل سعيد كما عند الباوردي في الصحابة، وعند ابن سعد الدوسي، وفي مسلم أنه غلام من أزد شنوءة.
قال في الفتح: فيحتمل التعدد أو اسم الغلام سعد ويدعى محمدًا، وبالعكس، ودوس من أزد شنوءة فيحتمل أن يكون حالف الأنصار قال أنس: ( وكان) الغلام ( من أقراني) مثلي في السن ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( إن أخر هذا) الغلام بأن يمت في صغره ( فلن يدركه الهرم) بنصب يدركه بلن، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فلم يدره بالجزم بلم وأسند الإدراك للهرم إشارة إلى أن الأجل كالقاصد للشخص ( حتى تقوم الساعة) أي ساعدة الحاضرين عنده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال الداودي: لأنهم كانوا أعرابًا فلو قال لهم: لا أدري لارتابوا فكلمهم بالمعاريض، وفي مسلم عن عائشة: كان الأعرابي إذا قدموا على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سألوه عن الساعة متى الساعة فينظر إلى أحدث إنسان منهم سنًّا فيقول: إن يعش هذا حتى يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم، وهذه الرواية كما قال القاضي عياض رواية واضحة يفسر بها كل ما ورد من الألفاظ المشكلة في غيرها، أو المراد المبالغة في تقريبها لا التحديد بأنها تقوم عند بلوغ المذكور الهرم، وفي رواية البارودي المذكورة بدل قوله حتى تقوم الساعة لا يبقى منكم عين تطرف وبهذا كما في الفتح يتضح المراد.

( واختصره) أي هذا الحديث ( شعبة) بن الحجاج ( عن قتادة) بن دعامة قال: ( سمعت أنسًا عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وصله مسلم من رواية محمد بن جعفر عن شعبة ولم يسق لفظه، بل أحال على رواية سالم بن أبي الجعد عن أنس، وساقها أحمد في مسنده عن محمد بن جعفر بلفظ: جاء أعرابي إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: متى الساعة: قال: ( ما أعددت لها) ؟ قال: حب الله ورسوله.
قال: ( أنت
مع من أحببت)
ولم يقل ما زاده همام.
فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: ( نعم) ففرحنا يومئذ فرحًا شديدًا فمرّ غلام الخ .. بل اختصره كما قال المؤلّف.

ومطابقة الأحاديث للترجمة ظاهرة وفيها ما اختلف الرواة في لفظه هل هو ويل أو ويح؟ وفيها ما جزم فيه بأحدهما ومجموعها يدل على أن كلاًّ منهما مرجعه ذلك أي أنه يعرف إن كان المراد الذم أو غيره من السياق لأن في بعضها الجزم بويل وليس حمله على العذاب بظاهر، والحاصل أن الأصل في كل منهما ما ذكر وقد يستعمل أحدهما موضع الآخر.