فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع

باب الدُّعَاءِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا، أَوْ رَجَعَ
فِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أََنَسٍ.

( باب الدعاء إذا أراد) الإنسان ( سفرًا أو رجع) منه ( فيه) أي في الباب ( يحيى بن أبي إسحاق) الحضرمي ( عن أنس) -رضي الله عنه- مما وصله في الجهاد في باب ما يقول إذا رجع من الغزو وفيه فلما أشرفنا على المدينة قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، وثبت الباب وما بعده إلى هنا في رواية أبي ذر عن الحموي.


[ قــ :6048 ... غــ : 6385 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِى مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلاَثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ».

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس ( قال: حدثني) بالإفراد ( مالك) الإِمام ( عن نافع عن عبد الله بن عمر) سقط لأبي ذر لفظ عبد الله ( -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا قفل) رجع ( من غزوة أو حج أو عمرة) أو غيرها من الأسفار ( يكبّر على كل شرف) بفتح الشين المعجمة والراء بعدها فاء مكان عال ( من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول) : عقب التكبير وهو على الشرف أو بعده:
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون) بمدّ الهمزة أي نحن راجعون إلى الله نحن ( تائبون) قاله تعليمًا لأمته أو تواضعًا منه عليه الصلاة والسلام نحن ( عابدون لربنا حامدون) له وقوله لربنا متعلق بعابدون أو بحامدون أو بهما أو بالثلاثة السابقة أو بالأربعة على طريق التنازع ( صدق الله وعده) فيما وعد به من إظهار دينه ( ونصر عبده) محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وهزم الأحزاب) الذين تحزّبوا لحربه عليه الصلاة والسلام ( وحده) أفنى السبب فناء في المسبب.
قال تعالى: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} [الأنفال: 17] ولم يذكر المؤلّف الدعاء إذا أراد سفرًا ولعله يشير إلى نحو ما وقع عند مسلم في رواية علي بن عبد الله
الأزدي عن ابن عمر أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبّر ثلاثًا ثم قال: "سبحان الذي سخّر لنا هذا" الحديث، وفيه: وإذا رجع قال: ( آيبون تائبون) ولا اختصاص للحج والعمرة والغزو عند الجمهور، بل يشرع ذلك في كل سفر.