فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين} [الدخان: 13] «

باب {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} الذِّكْرُ وَالذِّكْرَى وَاحِدٌ
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله: ( {أنّى لهم الذكرى}) أي من أين لهم التذكّر والاتّعاظ ( {وقد جاءهم}) ما هو أعظم وأدخل في وجوب الطاعة وهو ( {رسول مبين}) [الدخان: 13] ظاهر الصدق وهو محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( الذكر والذكرى واحد) وسقط باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4563 ... غــ : 4823 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا دَعَا قُرَيْشًا كَذَّبُوهُ، وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ».
فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى كَانُوا يَأْكُلُونَ الْمَيْتَةَ، فَكَانَ يَقُومُ أَحَدُهُمْ فَكَانَ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ، مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ.
ثُمَّ قَرَأَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 15] حَتَّى بَلَغَ {إِنَّا
كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: 15] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: وَالْبَطْشَةُ الْكُبْرَى يَوْمَ بَدْرٍ.

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: ( حدّثنا جرير بن حازم) بالحاء المهملة والزاي البصري الأزدي ( عن الأعمش) سليمان ( عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح ( عن مسروق) هو ابن الأجدع أنه ( قال: دخلت على عبد الله) يعني ابن مسعود -رضي الله عنه- ( ثم قال) فيه حذف اختصره والظاهر أن الذي اختصره قول مسروق بينا رجل يحدّث في كندة إلى قوله؛ فأتيت ابن مسعود وكان متكئًا فغضب فجلس فقال من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل الله أعلم ثم قال: ( إن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما دعا قريشًا) إلى الإسلام ( كذبوه واستعصوا عليه فقال) :
( اللهم أعنّي عليهم بسبع كسبع يوسف.
فأصابتهم سنة حصّت)
بالحاء والصاد المشددة المهملتين أي أذهبت ( كل شيء) ولغير الأصيلي وأبي ذر يعني كل شيء ( حتى كانوا يأكلون الميتة وكان يقوم أحدهم فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجهد والجوع) زاد في الروم فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله ( ثم قرأ}) عليه السلام ( {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} [الدخان: 15] ) .
زاد أبو ذر والأصيلي {يغشى الناس هذا عذاب أليم} [الدخان: 11] ( حتى بلغ {إنّا كاشفو العذاب قليلًا إنكم عائدون}.
قال عبد الله)
يعني ابن مسعود ( أفيكشف عنهم العذاب) ؟ بهمزة الاستفهام وضم الياء مبنيًّا للمفعول ( يوم القيامة؟ قال) أي عبد الله ( والبطشة الكبرى يوم بدر) يريد تفسير قوله: {يوم نبطش البطشة الكبرى} [الدخان: 16] .