فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: كل معروف صدقة

باب كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ
هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه ( كل معروف) يفعله الإنسان أو يقوله من الخير مما ندب إليه الشارع أو نهى عنه يكتب له به ( صدقة) .


[ قــ :5698 ... غــ : 6021 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ».

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عياش) بالتحتية والمعجمة الحمصي قال: ( حدّثنا أبو غسان) بفتح الغين المعجمة والسين المهملة المشددة المفتوحتين وبعد الألف نون محمد بن مطرف بكسر الراء المشددة ( قال: حدثني) بالإفراد ( محمد بن المنكدر) بضم الميم وسكون النون وفتح الكاف وكسر الدال بعدها راء ابن عبد الله التيمي المدني الحافظ ( عن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( كل معروف صدقة) وزاد الدارقطني والحاكم من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن ابن المنكدر "وما أنفق الرجل على أهله كتب له به صدقة وما وقى المرء به عرضه فهو صدقة" وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق ابن المنكدر عن أبيه وزاد: ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تكفئ من دلوك في إناء أخيك ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري، لكن قال شيخنا الحافظ السخاوي: الذي رأيته في الأدب المفرد إنما هو من طريق أبي غسان الذي أخرجه في الصحيح من جهته ولفظهما سواء.
نعم هو في مسند أحمد من طريق ابن المنكدر باللفظ المشار إليه اهـ.

وحديث الباب من أفراد البخاري، وأخرجه مسلم من حديث حذيفة والله أعلم.




[ قــ :5699 ... غــ : 60 ]
- حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى بُرْدَةَ بْنِ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: «فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ» قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: «فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ» قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَالَ: «فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ» قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: «فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ».

وبه قال: ( حدّثنا آدم) بن أبي إياس قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج قال: ( حدّثنا سعيد بن
أبي بردة)
بضم الموحدة وسكون الراء عامر ( بن أبي موسى) عبد الله بن قيس ( الأشعري) سقط لفظ الأشعري لأبي ذر ( عن أبيه) أي بردة ( عن جده) أبي موسى أنه ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( على كل مسلم) في مكارم الأخلاق ( صدقة) وليس ذلك فرضًا إجماعًا ( قالوا: فإن لم يجد) ؟ ما يتصدق به ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( فيعمل بيديه) بالتثنية ( فينفع نفسه) بما يكسبه من صناعة وتجارة ونحوهما بإنفاقه عليها ومن تلزمه نفقته ويستغني بذلك عن ذل السؤال لغيره ( ويتصدق) فينفع غيره ويؤجر وقوله فيعمل فينفع ويتصدق بالرفع في الثلاثة خبر بمعنى الأمر قاله ابن مالك ( قالوا: فإن لم يستطع) أي بأن عجز عن ذلك ( أو لم يفعل) ؟ ذلك كسلاً والشك من الراوي.
( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( فيعين) بالقول أو الفعل أو بهما ( ذا الحاجة الملهوف) أي المظلوم المستغيث يقال: لهف الرجل إذا ظلم أو المحزون المكروب ( قالوا: فإن لم يفعل) ؟ ذلك عجرًا أو كسلاً ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( فيأمر) ولأبي ذر فليأمر ( بالخير أو قال بالمعروف) بالشك من الراوي أيضًا ( قال: فإن لم يفعل؟ قال) عليه الصلاة والسلام: ( فيمسك) ولأبي ذر فليمسك ( عن الشر فإنه) أي الإمساك عنه ( له صدقة) يثاب عليها وتمسك به من قال: إن الترك عمل وكسب للعبد خلافًا لمن قال: إنه ليس بعمل.

وسيكون لنا عودة إن شاء الله تعالى بقوّته وعونه إلى بقية مباحث ذلك في الرقاق، وسبق الحديث في الزكاة.