فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

باب إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ
هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه ( إذا لم تستح) بكسر الحاء ( فاصنع ما شئت) .


[ قــ :5791 ... غــ : 6120 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِىِّ بْنِ حِرَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِى فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن يونس) اليربوعي واسم أبيه عبد الله ونسبه لجده لشهرته به قال: ( حدّثنا زهير) أبو خيثمة بن معاوية الحافظ الجعفي الكوفي قال: ( حدّثنا منصور) هو ابن المعتمر ( عن ربعي بن حراش) بكسر الراء والعين المهملة بينهما موحدة ساكنة آخره تحتية مشددة وحراش بكسر الحاء المهملة وفتح الراء وبعد الألف معجمة أبي مريم العبسي الكوفي العابد المخضرم قال: ( حدّثنا أبو مسعود) عقبة بن عامر البدري ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن مما أدرك الناس) بالرفع والعائد إلى ما محذوف أي ما أدركه الناس ( من كلام النبوّة الأولى) بسكون الواو بعد الهمزة المضمومة أي من شرائع الأنبياء السابقين مما اتفقوا عليه ولم ينسخ ولم يبدل للعلم بصوابه واتفاق العقول على حسنه فالأوّلون والآخرون من الأنبياء على منهاج واحد في استحسانه ( إذا لم تستح) بكسر الحاء أي إذا لم يكن معك حياء يمنعك من القبيح ( فاصنع) وفي حديث بني إسرائيل فافعل ( ما شئت) ما تأمرك به النفس من الهوى، وإذا أردت فعلاً ولم يكن مما يستحى من فعله شرعًا فافعل ما شئت فالأمر للإباحة وعلى الأوّل للتهديد كقوله تعالى: { اعملوا ما شئتم} [فصلت: 40] أو بمعنى الخبر أي إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت.

والحديث سبق في بني إسرائيل.