فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الاستسقاء على المنبر

باب الاِسْتِسْقَاءِ عَلَى الْمِنْبَرِ
( باب الاستسقاء على المنبر) .


[ قــ :983 ... غــ : 1015 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَحَطَ الْمَطَرُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا.
فَدَعَا، فَمُطِرْنَا، فَمَا كِدْنَا أَنْ نَصِلَ إِلَى مَنَازِلِنَا، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ.
قَالَ فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ -أَوْ غَيْرُهُ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا.
قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ السَّحَابَ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالاً، يُمْطَرُونَ وَلاَ يُمْطَرُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ".

وبالسند قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد ( قال: حدّثنا أبو عوانة) بفتح العين، الوضاح بن عبد الله اليشكري ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس) بن مالك، رضي الله عنه، ( قال) :
( بينما رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يخطب يوم الجمعة) على المنبر، وهذا موضع الترجمة، لأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بعد اتخاذ المنبر لم يخطب يوم الجمعة إلا عليه، قاله الإسماعيلي، والجمعة بالتعريف، ولأبي ذر في نسخة، والأصيلي وابن عساكر، وأبي الوقت يوم جمعة ( إذ جاءه رجل) أعرابي ( فقال: يا رسول الله! قحط المطر) بفتح القاف والحاء، أي: احتبس، ولأبي الوقت، في نسخة قحط، بضم القاف وكسر الحاء ( فادع الله أن يسقينا.
فدعا)
عليه الصلاة والسلام ( فمطرنا) بضم الميم وكسر الطاء.

استعمله ثلاثيًّا، وهي لغة فيه بمعنى الرباعي، وفرق بعضهم فقال: أمطر في العذاب، ومطر في الرحمة.
والأحاديث واردة بخلافه.

( فما كدنا أن نصل إلى منازلنا) أي: كاد أن يتعذر وصولنا إلى منازلنا من كثرة المطر.

و: أن نصل، خبر كاد مع أن لأن بينها وبين عسى مقارضة في دخول أن وعدمها.

ولأبي ذر: فما كدنا نصل إلى منازلنا، بإسقاط أن، وللمصنف في الجمعة من وجه آخر: فخرجنا نخوض في الماء حتى أتينا منازلنا ( فما زلنا نمطر) بضم النون وسكون الميم وفتح الطاء، من الجمعة ( إلى الجمعة المقبلة.
قال)
أنس: ( فقام ذلك الرجل -أو غيره-) شك فيه ( فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يصرفه) أي: المطر أو السحاب ( عنا فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :

( اللهم حوالينا) بفتح اللام، ويقال فيه: حولنا وحولينا ( ولا علينا) .

( قال فلقد رأيت السحاب يتقطع) حال كونه ( يمينًا وشمالاً) ويتقطع بفتح المثناة التحتية والفوقية والقاف وتشديد الطاء، من باب: التفعل ( يمطرون) أهل اليمين وأهل الشمال ( ولا يمطر أهل المدينة) .