فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب رؤيا النساء

باب رُؤْيَا النِّسَاءِ
( باب رؤيا النساء) قال عليّ بن أبي طالب القيرواني في كتاب التعبير له لا فرق في حكم العبارة بين النساء والرجال وإذا رأت المرأة ما ليست له أهلاً فهو لزوجها.


[ قــ :6637 ... غــ : 7003 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِى اللَّيْثُ، حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ أُمَّ الْعَلاَءِ، امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ، بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُمُ اقْتَسَمُوا الْمُهَاجِرِينَ قُرْعَةً قَالَتْ: فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَأَنْزَلْنَاهُ فِى أَبْيَاتِنَا فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّىَ غُسِّلَ وَكُفِّنَ فِى أَثْوَابِهِ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِى عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ» فَقُلْتُ: بِأَبِى أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَمَّا هُوَ فَوَاللَّهِ لَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ وَاللَّهِ إِنِّى لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَاذَا يُفْعَلُ بِى؟» فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لاَ أُزَكِّى بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا.

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن عفير) بضم العين وفتح الفاء قال: ( حدّثني) بالإفراد ( الليث) بن سعد الإمام قال: ( حدّثني) بالإفراد ( عقيل) بضم العين ابن خالد ولابن عساكر عن عقيل ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( خارجة بن زيد بن ثابت) أحد الفقهاء السبعة ( أن) أمه ( أم العلاء) بنت الحارث بن ثابت بن حارثة بن ثعلبة ( امرأة من الأنصار بايعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبرته) أي أخبرت خارجة ( أنهم اقتسموا) أي اقتسم الأنصار ( المهاجرين قرعة) أي بالقرعة في نزولهم عليهم وسكناهم في منازلهم حين قدموا المدينة من مكة مهاجرين ( قالت) أم
العلاء ( فطار لنا) وقع في سهمنا ( عثمان بن مظعون) بفتح الميم وسكون الظاء المعجمة بعدها مهملة فواو ساكنة فنون الجمحي القرشي ( وأنزلناه) بالواو ( في أبياتنا) فأقام عندنا مدة ( فوجع) بكسر الجيم ( وجعه) بفتحها أي مرض مرضه ( الذي توفي فيه فلما توفي) سنة ثلاث من الهجرة في شعبان ( غسل) وفي الجنائز وغسل بالواو ( وكفن في أثوابه دخل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) عليه ( قالت: فقلت رحمة الله عليك) يا ( أبا السائب) بالسين المهملة وهي كنية ابن مظعون ( فشهادتي عليك) أي لك مبتدأ وعليك صلته والجملة الخبرية وهي قوله ( لقد أكرمك الله) أي شهادتي عليك قولي لقد أكرمك الله ومثل هذا التركيب عرفًا مستعمل ويراد به معنى القسم كأنها قالت أقسم بالله لقد أكرمك الله ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( وما يدريك) بكسر الكاف أي من أين علمت ( أن الله أكرمه فقلت: بأبي أنت) مفدي أو أفديك به ( يا رسول الله فمن يكرمه الله) إذا لم يكن هو من المكرمين مع إيمانه وطاعته الخالصة ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أما هو) بتشديد الميم أي عثمان ( فوالله لقد جاءه اليقين) وهو الموت وقسيم أما هو قوله: ( والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي) ولا بكم وهذا قاله قبل نزول آية الفتح ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
وقال في الكواكب فإن قيل: معلوم أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وله من المقامات المحمودة ما ليس لغيره.
قلت: هو نفي للدراية التفصيلية والمعلوم هو الإجمالي ( فقالت) أم العلاء: ( والله لا أزكي بعده أحدًا أبدًا) .




[ قــ :6637 ... غــ : 7004 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ بِهَذَا.

     وَقَالَ : «مَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِهِ، قَالَتْ: وَأَحْزَنَنِى فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِى، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «ذَلِكَ عَمَلُهُ».

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي همزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( بهذا) أي الحديث المذكور ( وقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( ما أدري ما يفعل به) أي بابن مظعون ( قالت) أم العلاء ( وأحزنني) ذلك ( فنمت فرأيت لعثمان) بن مظعون ( عينًا تجري فأخبرت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بما رأيت ( فقال: ذلك) بكسر الكاف خطاب لمؤنث ويجوز الفتح ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني ذاك ( عمله) بإسقاط لام ذلك أي يجري له لأنه كان له بقية من عمله يجري له ثوابها فقد كان له ولد صالح يدعو له شهد بدرًا وهو السائب، ويحتمل أن يكون عثمان كان مرابطًا في سبيل الله فيكون ممن يجري له عمله لحديث فضالة بن عبيد مرفوعًا: كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة.