فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا هبت الريح

باب إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ
هذا ( باب) بالتنوين ( إذا هبت الريح) ماذا يفعل أو يقول.


[ قــ :1000 ... غــ : 1034 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: "كَانَتِ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن أبي مريم) هو: سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم ( قال: أخبرنا محمد بن جعفر) المدني ( قال: أخبرني) بالإفراد ( حميد) الطويل ( أنه سمع أنسًا) رضي الله عنه، زاد أبو ذر والوقت، ابن مالك، حال كونه ( يقول) :
( كانت الريح الشديدة إذا هبت، عُرِف ذلك في وجه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي: ظهر فيه أثر الخوف، مخافة أن يكون في ذلك الريح ضرر.
وحذر أن يصيب أمته العقوبة بذنوب العاصين منهم رأفة ورحمة منه عليه الصلاة والسلام.

ولمسلم من حديث عائشة: كان النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها.

وخير ما فيها وخير ما أرسلت به.
وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به.
قالت:

وإذا تخيلت السماء تغير لونه، وخرج ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سرّي عنه، فعرفت ذلك
عائشة فسألته، فقال: "لعله يا عائشة كما قال قوم عاد { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] .

وعصف الريح: اشتداد هبوبها، وريح عاصف: شديدة الهبوب.
وتخيل السماء هنا بمعنى: السحاب، وتخيلت إذا ظهر في السحاب أثر المطر.
وسرّي عنه، أي: كشف عنه الخوف وأزيل، والتشديد فيه للمبالغة.
وعارض: سحاب عرض ليمطر وقوله في حديث الباب: الريح الشديدة، مخرج للخفيفة.

وروى الشافعي: ما هبت الريح إلا جثا النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على ركبتيه، قال: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا".