فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب وقت العشاء إلى نصف الليل

باب وَقْتِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ
وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتَحِبُّ تَأْخِيرَهَا.

( باب وقت) صلاة ( العشاء إلى نصف الليل) اختيارًا ( وقال أبو برزة:) مما سبق موصولاً في باب وقت العصر مطولاً ( كان النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يستحب تأخيرها) أي العشاء وليس فيه تصريح بقيد نصف الليل.


[ قــ :556 ... غــ : 572 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "أَخَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلاَةَ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ قَالَ: قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا».
وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعَ أَنَسًا: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ لَيْلَتَئِذٍ.
[الحديث 572 - أطرافه في: 600، 661، 847، 5869] .

وبالسند قال: ( حدّثنا عبد الرحيم) بن عبد الرحمن بن محمد ( المحاربي) الكوفي ( قال حدّثنا زائدة) بالزاي ابن قدامة بضم القاف ( عن حميد الطويل) ابن أبي حميد البصري، المتوفّى وهو قائم يصلي سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومائة ( عن أنس) رضي الله عنه وللأصيلي أنس بن مالك ( قال) ( أخر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة العشاء) ليلة ( إلى نصف الليل ثم صلّى) العشاء ( ثم قال قد صلّى، الناس) أي المعهودون ( وناموا أما) بالتخفيف للتنبيه ( إنكم في صلاة ما انتظرتموها) أي مدة انتظاركم وظاهر هذا السياق أن وقت العشاء يخرج بالنصف والجمهور أنه وقت الاختيار ورجح النووي في شرح مسلم تأخيرها إليه.

ورواة هذا الحديث الأربعة ما بين كوفي وبصري وفيه التحديث والعنعنة والقول.

( وزاد ابن أبي مريم:) سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي بالولاء المصري فقال ( أخبرنا يحيى بن أيوب) الغافقي بمعجمة ثم فاء فقاف ( قال: حدّثني) بالإفراد ( حميد) الطويل ( أنه سمع أنسًا) وللأصيلي سمع أنس بن مالك ( قال كأني أنظر إلى وبيص خاتمه) عليه الصلاة والسلام بفتح الواو وكسر الموحدة وبالصاد المهملة أي بريقه ولعانه ( ليلتئذٍ) أي ليلة إذ أخر العشاء والتنوين عوض عن المضاف إليه.

وهذا التعليق وصله المخلص في فوائده، ومراد المؤلّف رحمه الله به بيان سماع حميد للحديث من أنس رضي الله عنه.