فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب

باب مَا يَجُوزُ مِنِ اغْتِيَابِ أَهْلِ الْفَسَادِ وَالرِّيَبِ
( باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب) بكسر الراء وفتح التحتية بعدها موحدة جمع ريبة وهي التهمة.


[ قــ :5730 ... غــ : 6054 ]
- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَخْبَرَتْهُ قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، أَوِ ابْنُ الْعَشِيرَةِ» فَلَمَّا دَخَلَ أَلاَنَ لَهُ الْكَلاَمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ: الَّذِى قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْكَلاَمَ؟ قَالَ: «أَىْ عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ، أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ».

وبه قال: ( حدّثنا صدقة بن الفضل) المروزي الحافظ قال: ( أخبرنا ابن عيينة) سفيان قال: ( سمعت ابن المنكدر) محمد أو قال: إنه ( سمع عروة بن الزبير) بن العوّام ( أن عائشة -رضي الله عنها- أخبرته قالت: استأذن رجل) اسمه عيينة بن حصن الفزاري أو هو مخرمة بن نوفل ( على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في الدخول عليه ( فقال) :
( ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة) وفي رواية معمر: بئس أخو القوم وابن القوم ( فلما دخل ألان له) لما جبل عليه صلوات الله وسلامه عليه ( الكلام) استئلافًا وليقتدى به في المداراة، قالت عائشة: ( قلت: يا رسول الله قلت الذي قلت) في الرجل من أنه بئس أخو العشيرة ( ثم ألنت له الكلام.
قال)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو) قال: ( ودعه الناس اتقاء فحشه) بفتح الواو والدال المهملة المخففة بمعنى تركه فاللفظان مترادفان فإن قال الجوهري: وقولهم دع ذا أي اتركه وأصله ودع يدع وقد أميت ماضيه لا يقال ودعه على أصله.
قال في المصابيح: والحديث يردّ عليه وقد قرئ خارج السبع ودعك بالتخفيف.
وقوله: إن شر الناس استئناف كلام كالتعليل لتركه مواجهة عيينة بما ذكره، وقال الزركشي: قد ينازع في تسمية هذا غيبة بل هو نصيحة ليحذر السامع، وإنما لم يواجه المقول فيه بذلك لحسن خُلقه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولو واجهه بذلك لكان حسنًا لكن حصل القول بدون مواجهة انتهى.
وأجيب: بأن المراد أن صورة الغيبة موجودة فيه وإن لم يتناول الغيبة المذمومة شرعًا.

والحديث مرّ عن قريب في باب لم يكن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاحشًا.