فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} [النور: 16]

باب قَوِلِهِ تَعَالَى: { وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16]
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا} ) ما ينبغي وما يصح لا ( { أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} ) [النور: 16] سقط قوله سبحانك الخ لأبي ذر وقال بعد قوله بهذا الآية وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4497 ... غــ : 4753 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَبْلَ مَوْتِهَا عَلَى عَائِشَةَ وَهْيَ مَغْلُوبَةٌ، قَالَتْ: أَخْشَى أَنْ يُثْنِيَ عَلَيَّ، فَقِيلَ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ، قَالَتِ: ائْذَنُوا لَهُ.
فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ إِنِ اتَّقَيْتُ الله.
قَالَ: فَأَنْتِ بِخَيْرٍ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ -، زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَمْ يَنْكِحْ بِكْرًا غَيْرَكِ، وَنَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ.
وَدَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلاَفَهُ فَقَالَتْ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَثْنَى عَلَيَّ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا.

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن المثنى) العنزي الزمن قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن عمر بن سعيد بن أبي حسين) بضم عين عمر وكسر عين سعيد وضم حاء حسين مصغرًا القرشي النوفلي المكي ( قال: حدّثني) بالإفراد ( ابن أبي مليكة) عبد الله ( قال: استأذن ابن عباس قبل موتها) ولأبي ذر قبيل موتها بضم القاف مصغرًا ( على عائشة وهي مغلوبة) من كرب الموت ( قالت: أخشى أن يثني عليّ) لأن الثناء يورث العجب ( فقيل) هو ( ابن عم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن وجوه المسلمين) والقائل لها ذلك هو ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن والذين استأذن لابن عباس عليها ذكوان مولاها كما عند أحمد في روايته ( قالت ائذنوا له فقال) ابن عباس لها بعد أن أذن له في الدخول
ودخل ( كيف تجدينك) أي كيف تجدين نفسك فالفاعل والمفعول ضميران لواحد وهو من خصائص أفعال القلوب ( قالت) عائشة: أجدني ( بخير إن اتقيت الله) أي إن كنت من أهل التقوى وسقطت الجلالة من اليونينية وآل ملك وغيرهما وثبتت في الفرع ولأبي ذر عن الكشميهني إن أبقيت بضم الهمزة وسكون الموحدة وكسر القاف وسكون التحتية وفتح الفوقية من البقاء ( قال) ابن عباس ( فأنت بخير إن شاء الله زوجة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم ينكح بكرًا غيرك ونزل عذرك) عن قصة الإفك ( من السماء) وفي رواية ذكوان المذكورة: وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات جاء به الروح الأمين فليس في الأرض مسجدًا إلا وهو يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار.

( ودخل) عليها ( ابن الزبير) عبد الله ( خلافه) بعد أن خرج ابن عباس فتخالفا في الدخول والخروج ذهابًا وإيابًا وافق رجوع ابن عباس مجيء ابن الزبير ( فقالت) له عائشة: ( دخل ابن عباس فأثنى عليّ ووددت أي كنت نسيًا منسيًّا) أي لم أكن شيئًا.

وهذا على طريق أهل الورع في شدة خوفهم على أنفسهم.




[ قــ :4497 ... غــ : 4754 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- اسْتَأْذَنَ عَلَى عَائِشَةَ.
نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ نِسْيًا مَنْسِيًّا.

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن المثنى) الزمن قال: ( حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد) بفتح الميم وكسر الجيم الثقفي قال: ( حدّثنا ابن عون) بالنون عبد الله ( عن القاسم) بن محمد بن أبي بكر الصديق ( إن ابن عباس -رضي الله عنه- استأذن على عائشة نحوه) أي ذكر نحو الحديث المذكور ( ولم يذكر) فيه ( نسيًا منسيًّا) .

ومطابقة الحديث للترجمة في قوله ونزل عذرك من السماء.