فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب


[ قــ :4181 ... غــ : 4420 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَصْحَابِ الْحِجْرِ: «لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الْمُعَذَّبِينَ، إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ».

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) بضم الموحدة مصغرًا قال: ( حدّثنا مالك) الإمام ( عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأصحاب الحجر) : أي عن أصحاب الحجر فاللام بمعنى عن، أو قال عند أصحاب الحجر المعذبين هناك.

( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين) بفتح الذال المعجمة ثمود ( إلا أن تكونوا باكين) مخافة ( أن يصيبكم مثل ما أصابهم) من العقاب ومثل بالرفع وسقط لأبي ذر.


باب
هذا ( باب) بالتنوين بغير ترجمة.


[ قــ :418 ... غــ : 441 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِبَعْضِ حَاجَتِهِ فَقُمْتُ أَسْكُبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ عَلَيْهِ كُمُّ الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير عن الليث) بن سعد الإمام ( عن عبد العزيز بن أبي سلمة) هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بفتح اللام الماجشون التيمي مولاهم المدني ( عن سعد بن
إبراهيم)
بسكون العين ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري قاضي المدينة ( عن نافع بن جبير) أي ابن مطعم ( عن عروة بن المغيرة عن أبيه المغيرة) ولأبي ذر مغيرة ( ابن شعبة) أنه ( قال: ذهب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لبعض حاجت فقمت أسكب عليه الماء) حين فرغ من حاجته ( لا أعلمه إلاّ قال في غزوة تبوك فغسل وجهه وذهب يغسل ذراعيه فضاق عليه كُم الجبة) ولأبي ذر عن الكشميهني: كمّا الجبة بالتثنية ( فأخرجهما من تحت جبته فغسلهما ثم مسح على خفيه) .

وسبق الحديث في باب المسح على الخفين من كتاب الوضوء.




[ قــ :4183 ... غــ : 44 ]
- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ: «هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ».

وبه قال: ( حدّثنا خالد بن مخلد) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة القطواني بفتح القاف والطاء البجلي مولاهم الكوفي قال ( حدّثنا سليمان) بن بلال قال: ( حدّثني) بالإفراد ( عمرو بن يحيى) بفتح العين المازني، ولأبي ذر عن عمرو بن يحيى ( عن عباس بن سهل بن سعد) بالموحدة والمهملة في عباس الساعدي ( عن أبي حميد) بضم الحاء وفتح الميم عبد الرحمن أو المنذر أو غيرهما الساعدي الصحابي المشهور -رضي الله عنه- أنه ( قال: أقبلنا مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة قال) عليه الصلاة والسلام:
( هذه طابة) بألف بعد الطاء وفتح الموحدة من أسماء المدينة ( وهذا أُحُد جبل يحبنا) حقيقة ( ونحبه) .

وسبق الحديث في الحج وفضل الأنصار والمغازي وغيرهما.




[ قــ :4184 ... غــ : 443 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ»، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ».

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن محمد) السمسار المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجع من غزوة تبوك فدنا) أي قرب ( من المدينة فقال) :
( إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلاّ كانوا معكم) بالقلوب والنيّات ( قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر) عن الغزو معكم، فالمعية والصحبة الحقيقة وإنما هي بالسير بالروح لا بمجرد البدن ونية المؤمن خير من عمله، فتأمل هؤلاء كيف
بلغت بهم نيتهم مبلغ أولئك العاملين بأبدانهم وهم على فرشهم في بيوتهم، فالمسابقة إلى الله تعالى وإلى الدرجات العوالي بالنيات والهِمم لا بمجرد الأعمال.

وهذا الحديث سبق في باب: من حبسه العذر عن الغزو من الجهاد.