فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب غزوة مؤتة من أرض الشأم

باب غَزْوَةُ مُوتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّأْمِ
( باب غزوة موتة) بضم الميم وسكون الواو من غير همز للأكثر ( من أرض الشام) بالقرب من البلقاء في جمادى الأولى سنة ثمان وسقط باب لأبي ذر وابن عساكر فغزوة رفع.


[ قــ :4038 ... غــ : 4260 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلاَلٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى جَعْفَرٍ يَوْمَئِذٍ، وَهْوَ قَتِيلٌ فَعَدَدْتُ بِهِ خَمْسِينَ بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ لَيْسَ مِنْهَا شَىْءٌ فِي دُبُرِهِ يَعْنِي فِي ظَهْرِهِ.
[الحديث 4260 - أطرافه في: 4261] .

وبه قال: ( حدّثنا أحمد) هو ابن صالح أبو جعفر المصري كما بينه أبو علي بن شبويه عن الفربري وبه جزم أبو نعيم وقال الكلاباذي: هو أحمد بن عيسى التستري المصري الأصل، وقيل أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب قال: ( حدّثنا ابن وهب) عبد الله المصري ( عن عمرو) بفتح العين ابن الحارث الأنصاري المصري ( عن ابن أبي هلال) سعيد الليثي المدني ( قال: وأخبرني) بالإفراد قال في الفتح: وهذا عطف على محذوف وقع مبنيًّا في باب جامع الشهادات من السنن لسعيد بن منصور حيث قال: حدّثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن ابن رواحة فذكر شعرًا له قال: فلما التقوا أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل ثم أخذها جعفر فقاتل حتى قتل، ثم أخذها ابن رواحة فحاد حيدة ثم نزل فقاتل حتى قتل، فأخذ خالد بن الوليد الراية فرجع بالمسلمين على حمية ورمى واقد بن عبد الله التميمي المشركين حتى ردهم الله.
قال ابن أبي هلال: وأخبرني ( نافع أن ابن عمر) -رضي الله عنهما- ( أخبره أنه وقف على جعفر يومئذٍ وهو قتيل فعددت به خمسين بين طعنة) برمح ( وضربة) بسيف ( ليس منها) ولأبي ذر عن الكشميهني فيها ( شيء في دبره) بضم الموحدة ( يعني في ظهره) أي لم يكن منها شيء في حال الإدبار بل كلها في حال الإقبال لمزيد شجاعته، وسقط لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر قوله يعني في ظهره.




[ قــ :4039 ... غــ : 461 ]
- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ مُوتَةَ زَيْدَ بْنَ
حَارِثَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ.

وبه قال: ( أخبرنا) ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر: حدّثنا ( أحمد بن أبي بكر) واسم أبي بكر القاسم بن الحسين بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف أبو مصعب القرشي الزهري المدني صاحب مالك بن أنس قال: ( حدّثنا مغيرة بن عبد الرحمن) الحزامي كذا قال ابن خلفون أن أحمد روى عن الحزامي.
وقال العيني كابن حجر: إنه المخزومي قال: وفي طبقته الحزامي وهو أوثق من المخزومي، وليس للمخزومي في البخاري سوى هذا الحديث وهو بطريق المتابعة عنده، وكان المخزومي فقيه أهل المدينة بعد مالك وهو صدوق ( عن عبد الله بن سعد) بسكون العين وللأصيلي وابن عساكر سعيد بكسرها ابن أبي هند الفزاري ثقة صدوق ( عن نافع عن) مولاه ( عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-) وسقط عبد الله ولأبي ذر وابن عساكر أنه ( قال: أمر) بتشديد الميم ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن قتل زيد فجعفر) أي ابن أبي طالب أميرهم ( وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة) الأمير.

( قال عبد الله) بن عمر بالإسناد السابق: ( كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا) طلبنا ( جعفر بن أبي طالب) بعد أن قتل ( فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده) سقط للأصيلي وابن عساكر لفظ ما ( بضعة وتسعين من طعنة) برمح ( ورمية) بسهم، ولا تنافي بين هذه والسابقة المقتصرة على خمسين لأن تخصيص العدد لا ينفي الزائد أو أن الخمسين كانت بصدره والأخرى بجسده كله، أو أن الزيادة باعتبار ما وجد فيه من رمي السهام، فإن ذلك لم يذكر في الرواية الأولى.




[ قــ :4040 ... غــ : 46 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ».

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن واقد) بالقاف هو أحمد بن عبد الملك أبو يحيى الحراني قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم ابن درهم الإمام أبو إسماعيل الأزدي ( عن أيوب) السختياني ( عن حميد بن هلال) العدوي البصري ( عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نعى زيدًا) أي ابن حارثة ( وجعفرًا) أي ابن أبي طالب ( وابن رواحة) عبد الله ( للناس) أي أخبرهم بموتهم ( قبل أن يأتيهم خبرهم فقال) عليه الصلاة والسلام:
( أخذ الراية زيد فأصيب) أي استشهد ( ثم أخذ) ها ( جعفر فأصيب) بحذف المفعول والمراد الراية ( ثم أخذ) ها ( ابن رواحة فأصيب) بحذف المفعول أيضًا ( وعيناه تذرفان) بذال معجمة وراء مكسورة أي تدفعان الدموع والواو للحال ( حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله) خالد بن الوليد باتفاق أصحابه على تأميره ( حتى فتح الله عليهم) .

وذكر موسى بن عقبة في المغازي أن يعلى بن أمية قدم بخبر أهل مؤتة فقال له رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إن شئت فأخبرني وإن شئت فأخبرتك" قال: فأخبرني فأخبره خبرهم فقال: والذي بعثك بالحق نبيًا ما تركت من حديثهم حرفًا لم تذكره.

وهذا الحديث قد سبق ذكره في الجنائز والجهاد وعلامات النبوّة وفضل خالد.




[ قــ :4041 ... غــ : 463 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- تَقُولُ: لَمَّا جَاءَ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ -رضي الله عنهم- جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ صَائِرِ الْبَابِ تَعْنِي مِنْ شَقِّ الْبَابِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ قَالَ: وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ قَالَ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ وَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يُطِعْنَهُ قَالَ: فَأَمَرَ أَيْضًا فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنَا فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ مِنَ التُّرَابِ» قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ فَوَاللَّهِ مَا أَنْتَ تَفْعَلُ وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْعَنَاءِ.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: ( حدّثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد الثقفي ( قال: سمعت يحيى بن سعيد) الأنصاري ( قال: أخبرتني عمرة) بنت عبد الرحمن بن سعيد ( قالت: سمعت عائشة -رضي الله عنها- تقول: لما جاء قتل ابن حارثة) زيد أي خبر قتله على لسان جبريل أو رجل من الجيش ( و) خبر قتل ( جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة -رضي الله عنهم-) ولأبي ذر وابن عساكر قتل ابن رواحة وابن حارثة وجعفر بن أبي طالب - رضوان الله عليهم - ( جلس رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في المسجد حال كونه ( يعرف فيه الحزن) بضم الحاء وسكون الزاي وضبطه أبو ذر بفتحهما للرحمة التي في قلبه ولا ينافي ذلك الرضا بالقضاء ( قالت عائشة: وأنا أطلع من صائر الباب تعني من شق الباب) بفتح الشين المعجمة في اليونينية ( فأتاه) عليه الصلاة والسلام ( رجل) لم يقف الحافظ ابن حجر على اسمه ( فقال: أي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إن نساء جعفر) زوجاته لكن لا نعرف له غير أسماء فالحمل على من ينسب إليه من النساء في الجملة أولى ( قال: وذكر) ولأبي ذر وابن عساكر قالت: أي عائشة فذكر ( بكاءهن فأمره) عليه الصلاة والسلام ( أن ينهاهن) عن ذلك ( قال: فذهب الرجل ثم أتى) إليه عليه الصلاة والسلام ( فقال: قد نهيتهن وذكر أنه) وللأصيلي وأبي ذر عن الكشميهني أنهن قال: في الفتح وهو أوجه ( لم يطعنه) بضم أوله ( قال: فأمر أيضًا)
بحذف المفعول أي فأمره ( فذهب) إليهن ( ثم أتى فقال: والله لقد غلبننا) بسكون الموحدة في عدم الامتثال لقوله لكونه لم يصرح لهن بنهي الشارع أو حملن الأمر على التنزيه أو لشدة الحزن لم يستطعن ترك ذلك وليس النهي عن البكاء فقط، بل الظاهر أنه على نحو النوح أو كن تركن النوح ولم يتركن البكاء وكان غرض الرجل حسم المادة فلم يطعنه لكن قوله ( فزعمت) عائشة ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( فاحث) بالحاء المهملة والمثلثة المضمومة وتكسر لأنه يقال حثا يحثو ويحثي ( في أفواههن من التراب) يدل على أنهن تمادين على الأمر الممنوع منه شرعًا ( قالت عائشة: فقلت) للرجل ( أرغم الله أنفك) أي ألصقه بالتراب ولم ترد حقيقة الدعاء ( فوالله ما أنت تفعل) ما أمرك به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لقصورك عن القيام بذلك.
وعند ابن إسحاق من وجه صحيح أنها قالت: وعرفت أنه لا يقدر أن يحثي في أفواههن التراب ( وما تركت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من العناء) بفتح العين والنون والمدّ من التعب.

وهذا الحديث مضى في الجنائز.




[ قــ :404 ... غــ : 464 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا حَيَّا ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن أبي بكر) المقدّمي قال: ( حدّثنا عمر بن علي) المقدمي عم الراوي عنه ( عن إسماعيل بن أبي خالد) الأحمسي مولاهم البجلي ( عن عامر) الشعبي أنه ( قال: كان ابن عمر إذا حيا ابن جعفر) عبد الله أي سلم عليه ( قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين) لأنه لما قطعت يداه يوم مؤتة جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة.
وفي مرسل عاصم بن عمر بن قتادة أن جناحي جعفر من ياقوت رواه البيهقي في الدلائل.




[ قــ :4043 ... غــ : 465 ]
- حَدَّثَنَا إبْراهِيمُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لَقَدِ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُوتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلاَّ صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ.
[الحديث 465 - طرفه في: 466] .

وبه قال: ( حدّثنا إبراهيم) كذا في الفرع إبراهيم غير منسوب قال: ( حدّثنا سفيان) فيحتمل أن يكون إبراهيم هذا هو ابن المنذر الحزامي المدني أحد الأعلام وسفيان هو ابن عيينة، لكن في جميع الأصول التي وقعت عليها حدّثنا أبو نعيم أي الفضل بن دكين الحافظ، وهو الذي شرح عليه الحافظ أبو الفضل بن حجر، وتبعه العيني وكذا قال الكرماني وغيره وسفيان هو ابن سعيد الثوري ( عن إسماعيل) بن أبي خالد الأحمسي البجلي ( من قيس بن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي أبي عبد الله البجلي التابعي الكبير فاتته الصحبة بليال أنه ( قال: سمعت خالد بن الوليد) بن المغيرة المخزومي أسلم قبل غزوة مؤتة بشهرين وكان النصر على يده يومئذٍ -رضي الله عنه- ( يقول: لقد
انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي)
بكسر الدال ( إلا صفيحة يمانية) بتخفيف التحتية وحكي تشديدها والصحيفة بصاد مهملة ففاء فتحتية ساكنة فحاء مهملة السيف العريض.




[ قــ :4044 ... غــ : 466 ]
- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لَقَدْ دُقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُوتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَةٌ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن المثنى) العنزي قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن إسماعيل) بن أبي خالد أنه ( قال: حدثني) بالإفراد ( قيس) هو ابن أبي حازم ( قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد دق) بضم الدال وتشديد القاف فسره في الأولى بقوله انقطعت ( في يدي يوم) غزوة ( مؤتة تسعة أسياف وصبرت) بفتح الموحدة ( في يد صفيحة لي يمانية) فلم تنقطع وهذا يدل على أنهم قتلوا من الكفار كثيرًا وسقط لأبي ذر لفظة لي.




[ قــ :4045 ... غــ : 467 ]
- حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَامِرٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي وَاجَبَلاَهْ وَاكَذَا وَاكَذَا، تُعَدِّدُ عَلَيْهِ فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلاَّ قِيلَ لِي آنْتَ كَذَلِكَ.
[الحديث 467 - طرفه في: 468] .

وبه قال: ( حدثني) بالتوحيد ( عمران بن ميسرة) البصري يقال له صاحب الأديم قال: ( حدّثنا محمد بن فضيل) أي ابن غزوان الضبي مولاهم الحافظ ( عن حصين) بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن عبد الرحمن ( عن عامر) الشعبي بن شراحيل ( عن النعمان بن بشير) الخزرجي ولد قبل وفاته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بثمان سنين وسبعة أشهر وقتل بحمص سنة خمس وستين ( -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: أغمي على عبد الله بن رواحة) الأنصاري الخزرجي الشاعر أحد السابقين -رضي الله عنه- بسبب مرض حصل له ( فجعلت أخته عمرة) والدة النعمان بن بشير راوي هذا الحديث ( تبكي) عليه وتقول: ( واجبلاه) بالجيم والموحدة واللام والواو فيه للندبة والهاء للسكت وزاد ابن سعد من مرسل الحسن واعزاه وفي مستخرج أبي نعيم واعضداه ( واكذا واكذا) مرتين ( تعدد عليه) أي تذكر محاسنه وذلك غير جائز ( فقال) عبد الله ( حين أفاق) من الإغماء لأخته عمرة: ( ما قلت شيئًا) مما سبق ( إلا قيل لي آنت كذلك) استفهام على سبيل الإنكار، ولأبي ذر وابن عساكر آنت كذاك بإسقاط اللام.
وفي مرسل أبي عمران الجوني عند ابن سعد أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عاده فأُغمي عليه فقال "اللهم إن كان أجله قد حضر فيسر عليه وإلاّ فاشفه" قال: فوجد خفة فقال: كان ملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: آنت كذا؟ فلو قلت نعم لقمعني بها.
وعند أبي نعيم فنهاها عن البكاء عليه.




[ قــ :4045 ... غــ : 468 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْثَرُ عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ بِهَذَا فَلَمَّا مَاتَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة) بن سعيد قال: ( حدّثنا عبثر) بفتح العين وسكون الموحدة وفتح المثلثة بعدها راء ابن القاسم الكوفي ( عن حصين) بضم الحاء ابن عبد الرحمن ( عن الشعبي) عامر بن شراحيل ( عن النعمان بن بشير) -رضي الله عنه- أنه ( قال: أغمي على عبد الله بن رواحة بهذا) أي بما ذكر في الحديث السابق من قوله فجعلت أخته عمرة تبكي الخ وسقط لأبي ذر وابن عساكر لفظ ابن رواحة ( فلما مات) في غزوة مؤتة وبلغها خبره ( لم تبك عليه) لنهيه إياها عن ذلك في مرضه الذي أغمي عليه فيه ولم يمت منه، وبهذا يتضح وجه إدخال الحديث الذي قبل هذا في الباب كما لا يخفى.