فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب التستر في الغسل عند الناس

باب التَّسَتُّرِ فِي الْغُسْلِ عِنْدَ النَّاس
( باب التستر في الغسل عند) وفي رواية عطاء عن ( الناس) .



[ قــ :276 ... غــ : 280 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ.

[الحديث 280 - أطرافه في: 357، 3171، 6158] .

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن مسلمة) بفتح الميم واللام زاد ابن عساكر ابن قعنب بفتح القاف وسكون العين ( عن مالك) إمام دار الهجرة ابن أنس ( عن أبي النضر) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة واسمه سالم بن أبي أمية ( مولى عمر) بضم العين ( ابن عبيد الله) بالتصغير التابعي ( أن أبا مرة) بضم الميم وتشديد الراء ( مولى أم هانئ) بالهمزة المنوّنة بعد النون، وفي غير رواية الأصيلي زيادة بنت أبي طالب هو ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية ابنة عمّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قيل: اسمها فاختة، وقيل فاطمة، وقيل هند والأوّل أشهر.
وروت أحاديث في الكتب الستة ولها في البخاري حديثان ( أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب) رضي الله عنها حال كونها ( تقول ذهبت إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عام الفتح) أي فتح مكة في رمضان سنة ثمان ( فوجدته) عليه الصلاة والسلام ( يغتسل وفاطمة) ابنته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورضي الله عنها ( تستره فقال: من هذه) ؟ يدل على أن الستر كان كثيفًا وعرف أنها امرأة لكون ذلك الموضع لا يدخل عليه فيه الرجال ( فقلت) ولابن عساكر قلت ( أنا أم هانئ) فيه جواز الغسل بحضرة المحرم إذا حال بينهما ساتر من ثوب أو غيره.

ورواة الحديث الخمسة مدنيون، وفيه التحديث والعنعنة والإخبار بالإفراد والسماع والقول ورواية تابعي عن تابعي عن صحابية، وأخرجه المؤلف أيضًا في الأدب والصلاة والجزية ومسلم في الطهارة والطلاق، والترمذي في الاستئذان والسِّيَر، والنسائي في الطهارة والسير، وابن ماجة في الطهارة.




[ قــ :77 ... غــ : 81 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: سَتَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى الْحَائِطِ أَوِ الأَرْضِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ.
تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ فِي السَّتْرِ.

وبه قال: ( حدّثنا عبدان) عبد الله العتكي ( قال: أخبرنا عبد الله) بن المبارك ( قال: أخبرنا) ولأبوي ذر والوقت حدّثنا ( سفيان) الثوري ( عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن سالم بن أبي الجعد) بسكون العين ( عن كريب) بالتصغير مولى ابن عباس ( عن ابن عباس عن ميمونة) أم المؤمنين رضي الله عنهم ( قالت) :

( سترت النبي) وفي رواية رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بثوب ( وهو يغتسل من الجنابة) الجملة في موضع الحال ( فغسل يديه ثم صب بيمينه على شماله فغسل فرجه وما أصابه) من رطوبة فرج المرأة والبول وغيرهما، ( ثم مسح بيده على الحائط والأرض) ولأبي ذر بيده الحائط ( ثم توضأ وضوءه للصلاة غير رجليه ثم أفاض الماء على جسده ثم تنحى) من مكانه ( فغسل قدميه) .

( تابعه) أي تابع سفيان ( أبو عوانة) الوضاح اليشكري في الرواية عن الأعمش وسبقت هذه المتابعة موصولة عند المؤلف في باب من أفرغ بيمينه.
( و) تابع سفيان أيضًا ( ابن فضيل) محمد في الرواية عن الأعمش فيما وصله أبو عوانة الإسفرايني في صحيحه كلاهما ( في الستر) المذكور لا في بقية الحديث، وللأصيلي في التستر وسبقت مباحث الحديث.