فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الاعتكاف وخرج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين

باب الاِعْتِكَافِ.
وَخَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَبِيحَةَ عِشْرِينَ
( باب الاعتكاف وخرج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بفتحات والنبي رفع فاعل كذا في الفرع وغيره وفي بعض الأصول وخروج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بضم الخاء والراء ثم واو والنبي مجرور بالإضافة أي خروجه من اعتكافه ( صبيحة عشرين) من شهر رمضان.


[ قــ :1952 ... غــ : 2036 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ هَارُونَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: "سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ -رضي الله عنه- قُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؟ قَالَ: نَعَمِ، اعْتَكَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، قَالَ: فَخَرَجْنَا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ، قَالَ: فَخَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَإِنِّي نُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي وِتْرٍ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، وَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْيَرْجِعْ.
فَرَجَعَ النَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ.
وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، قَالَ: فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الطِّينِ وَالْمَاءِ، حَتَّى رَأَيْتُ الطِّينَ فِي أَرْنَبَتِهِ وَجَبْهَتِهِ".

وبالسند قال: ( حدثني) بالإفراد ( عبد الله بن منير) بضم الميم وكسر النون المروزي أنه ( سمع هارون بن إسماعيل) أبا الحسن البصري قال: ( حدّثنا علي بن المبارك) النهائي البصري ( قال: حدثني) بالإفراد ( يحيى بن أو كثير) بالمثلثة ( قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف ( قال: سألت أبا سعيد الخدري، قلت: هل سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم اعتكفنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العشر الأوسط من رمضان) ، الأقوى فيه أن يقال الوسط بضم السين والوسط بفتحها، وأما الأوسط فكأنه تسمية لمجموع تلك الليالي والأيام، وإنما رجح الأول لأن العشر اسم الليالي كما مرّ ( قال: فخرجنا صبيحة عشرين) من الشهر ( قال: فخطبنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صبيحة عشرين فقال) : عليه الصلاة والسلام:
( إني أريت) بتقديم الهمزة المضمومة على الراء، ولأبي ذر عن الكشميهني: رأيت بتقديم الراء وفتح الهمزة ( ليلة القدر وإني نسيتها) بضم النون وتشديد المهملة المكسورة، ولأبي ذر عن المستملي والحموي: نسيتها بفتح النون وتخفيف المهملة فالأولى أنه نسيها بواسطة وفي رواية همام عن يحيى في باب السجود في الماء والطين من صفة الصلاة أن جبريل هو المخبر له بذلك ( فالتمسوها) اطلبوها ( في العشر الأواخر) من رمضان ( في وتر) من غير تعيين ( فإني رأيت أن أسجد) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: أني أسجد ( في ماء وطين) ( ومن) بالواو ( كان اعتكف مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فليرجع) إلى معتكفه ويعتكف ( فرجع الناس إلى المسجد وما نرى في السماء قزعة) بالقاف والزاي والعين المهملة المفتوحات سحابة ( قال: فجاءت سحابة فمطرت) بفتحات ( وأقيمت الصلاة) صلاة

الصبح ( فسجد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الطين والماء حتى رأيت الطين) وفي رواية غير ابن عساكر حتى رأيت أثر الطين ( في أرنبته) بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح النون والموحدة طرف أنفه الشريف ( و) في ( جبهته) المقدسة.