فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب وضع الماء عند الخلاء

باب وَضْعِ الْمَاءِ عِنْدَ الْخَلاَءِ
هذا( باب وضع الماء عند الخلاء) ليستعمله المتوضئ بعد خروجه.


[ قــ :142 ... غــ : 143 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ الْخَلاَءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا.
قَالَ: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فَأُخْبِرَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ».

وبالسند إلى المؤلف قال: ( حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي الجعفي ( قال: حدّثنا هاشم بن القاسم) أبو النضر بالضاد المعجمة التيمي الليثي الكناني الخراساني اللقب بقيصر الكوفي، المتوفى سنة سبع ومائتين ( قال: حدّثنا ورقاء) بإسكان الراء مع المدّ ابن عمر اليشكري الكوفي المتوفى سنة تسع وستين ومائة ( عن عبيد الله) بالتصغير ( ابن أبي يزيد) من الزيادة المكي، المتوفى سنة ست وعشرين ومائة ( عن ابن عباس) رضي الله عنهما.


( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل الخلاء فوضعت له وضوءًا) بفتح الواو أي ماء يتوضأ به، وقيل ناوله إياه
ليستنجي به.
قال في الفتح: وفيه نظر.
( قال) أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد أن خرج من الخلاء، وفي رواية ابن عساكر فقال: ( من) استفهامية مبتدأ خبره ( وضع هذا) الوضوء ( فأخبر) على صيغة المجهول عطف على السابق وقد جوّزوا عطف الفعلية على الاسمية، والعكس أي أخبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنّه ابن عباس والمخبر خالته ميمونة بنت الحرث لأن ذلك كان في بيتها ( فقال) عليه الصلاة والسلام: ( اللهمّ فقّهه في الدين) إنما دعا له لما تفرس فيه من الذكاء مع صغر سنّه بوضعه الوضوء عند الخلاء لأنه أيسر له على الصلاة والسلام، إذ لو وضعه في لمكان بعيد منه لاقتضى مشقة ما في طلبه الماء ولو دخل به إليه لكان تعريضًا للاطّلاع عليه وهو يقتضي حاجته، ولما كان وضع الماء فيه إعانة على الدين ناسب أن يدعو له بالتفقّه فيه ليطلع به على أسرار الفقه في الدين ليحصل النفع به وكذا كان.