فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب حرق الحصير ليسد به الدم

باب حَرْقِ الْحَصِيرِ لِيُسَدَّ بِهِ الدَّمُ
( باب حرق الحصير ليسدّ به) أي برماده ( الدم) أي مجاري الدم أو ضمن يسد معنى يقطع وهو الوجه، وقال القاضي عياض والسفاقسي: الصواب إحراق يعني بالهمزة لأن الفعل أحرقته لا حرقته.
وأجيب .


[ قــ :5414 ... غــ : 5722 ]
- حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِىُّ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ قَالَ: لَمَّا كُسِرَتْ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْبَيْضَةُ وَأُدْمِىَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَكَانَ عَلِىٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِى الْمِجَنِّ وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى الْمَاءِ كَثْرَةً عَمَدَتْ إِلَى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَقَأَ الدَّمُ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( سعيد بن عفير) بضم العين وفتح الفاء مصغرًا البصري اسم أبيه كثير ونسبه لجده لشهرته به قال: ( حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ) بتشديد التحتية من غير همز ( عن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي سلمة بن دينار ( عن سهل بن سعد الساعدي) رضي الله تعالى عنه أنه ( قال: لما كسرت على رأس رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ولأبي ذر: النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- البيضة) وهي قلنسوة من حديد ( وأدمي وجهه) الشريف ( وكسرت رباعيته) بفتح الراء وتخفيف الموحدة السن التي بين الثنيتين ( وكان عليّ) -رضي الله عنه- ( يختلف بالماء) أي يذهب ويجيء به ( في المجن) بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون الترس ( وجاءت فاطمة) الزهراء -رضي الله عنها- ( تغسل عن وجهه) الشريف ( الدم) ليجمد ببرد الماء ( فلما رأت فاطمة عليها السلام الدم يزيد على الماء كثرة عمدت) بفتح الميم ( إلى حصير فأحرقتها) أي قطعة منها ( وألصقتها على جرح رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرقأ الدم) بفاء وراء وقاف مفتوحات فهمزة أي فانقطع لأن الرماد من شأنه القبض لما فيه من التجفيف.

والحديث قد سبق في غزوة أُحُد في باب ما أصاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الجراح يوم أُحُد.