فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما قدم من ماله فهو له

باب مَا قَدَّمَ مِنْ مَالِهِ فَهْوَ لَهُ
( باب ما قدم) الإنسان المكلف في حال صحته وحرصه ( من ماله) في وجوه الخيرات وأنواع القربات ( فهو) خير ( له) عند الله من تركه بعد موته.


[ قــ :6103 ... غــ : 6442 ]
- حَدَّثَنِى عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِى أَبِى، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِىُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد، ولأبي ذر بالجمع ( عمر بن حفص) قال: ( حدثني) بالإفراد ولأبي ذر بالجمع ( أبي) حفص بن غياث قال: ( حدّثنا الأعمش) سليمان بن مهران ( قال: حدثني) بالإفراد ( إبراهيم) بن يزيد بن شريك ( التيمي) تيم الرباب يكنى أبا أسماء الكوفي العابد الثقة إلا أنه يرسل ويدلس ( عن الحارث بن سويد) التيمي الكوفي أنه قال: ( قال عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه-: ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله) .
قال في الفتح: يعني أن الذي يخلفه الإنسان من المال وإن كان هو في الحال منسوبًا إليه فإنه باعتبار انتقاله إلى وارثه يكون منسوبًا للوارث فنسبته للمالك في حياته حقيقة ونسبته للوارث في حياة المورث مجازية ومن بعد موته حقيقة ( قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه) من مال وارثه ( قال) عليه الصلاة
والسلام: ( فإن ماله) الذي يضاف إليه في الحياة ( ما قدم) بأن أنفقه في وجوه الخيرات ( ومال) بالرفع في اليونينية وغيرها ( وارثه ما أخر) بعد موته ولم ينفقه في وجوهه وفيه الحث على تقديم ما يمكن تقديمه من المال في وجوه الميرات وأنواع القربات لينتفع به في الآخرة.