فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب اللدود

باب اللَّدُودِ
( باب اللدود) بفتح اللام وبدالين مهملتين الأولى مضمومة بينهما واو ما يصب من الدواء من أحد جانبي فم المريض.


[ قــ :5405 ... غــ : 5709 - 5710 - 5711 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِى مُوسَى بْنُ أَبِى عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضى الله عنه - قَبَّلَ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهْوَ مَيِّتٌ.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا يحيى بن سعيد) القطان قال: ( حدّثنا سفيان) الثوري قال: ( حدّثني) بالإفراد ( موسى بن أبي عائشة) الكوفي ( عن عبيد الله بن عبد الله) بضم عين الأوّل ابن عتبة بن مسعود ( عن ابن عباس وعائشة) -رضي الله عنهم- ( أن أبا بكر) الصديق ( -رضي الله عنه- قبّل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو ميت) بعد أن كشف وجهه وأكب عليه.




[ قــ :5406 ... غــ : 571 ]
- قَالَ: .

     وَقَالَتْ  عَائِشَةُ لَدَدْنَاهُ فِى مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لاَ تَلُدُّونِى فَقُلْنَا كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِى»؟ قُلْنَا كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَقَالَ: «لاَ يَبْقَى فِى الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلاَّ لُدَّ» وَأَنَا أَنْظُرُ إِلاَّ الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ.

( قال) عبيد الله: ( وقالت عائشة: لددناه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعلنا الدواء في جانب فمه بغير اختياره ( في مرضه) الذي مات فيه ( فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا) : هذا الامتناع ( كراهية المريض للدواء) فكراهية رفع خبر مبتدأ محذوف ولأبي ذر كراهية بالنصب مفعولاً له أي نهانا لكراهية الدواء ويجوز أن يكون مصدر أي كرهه كراهية الدواء ( فلما أفاق) عليه الصلاة والسلام ( قال) :
( ألم أنهكم أن تلدوني؟ قلنا: كراهية المريض للدواء.
فقال)
عليه الصلاة والسلام: ( لا يبقى في البيت أحد) ممن تعاطى ذلك وغيره ( إلا لدّ) تأديبًا لهم لئلا يعودوا وتأديب الذين لم يباشروا ذلك لكونهم لم ينهوا الذين فعلوا بعد نهيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يلدوه ( وأنا أنظر إلاّ العباس) عمه ( فإنه لم يشهدكم) حالة اللدود وإنما أنكر التداوي لأنه كان غير ملائم لدائه لأنهم ظنوا أن به ذات الجنب فداووه بما يلائمها ولم يكن به ذلك.

والحديث قد مرّ في باب مرض النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ووفاته.




[ قــ :5407 ... غــ : 5713 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ فَقَالَ: «عَلَى مَا تَدْغَرْنَ أَوْلاَدَكُنَّ بِهَذَا الْعِلاَقِ؟ عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِىِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ يُسْعَطُ مِنَ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ».
فَسَمِعْتُ الزُّهْرِىَّ يَقُولُ: بَيَّنَ لَنَا اثْنَيْنِ وَلَمْ يُبَيِّنْ
لَنَا خَمْسَةً،.

قُلْتُ لِسُفْيَانَ فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ إِنَّمَا قَالَ: أَعْلَقْتُ عَنْهُ حَفِظْتُهُ مِنْ فِى الزُّهْرِىِّ وَوَصَفَ سُفْيَانُ الْغُلاَمَ يُحَنَّكُ بِالإِصْبَعِ وَأَدْخَلَ سُفْيَانُ فِى حَنَكِهِ إِنَّمَا يَعْنِى رَفْعَ حَنَكِهِ بِإِصْبَعِهِ وَلَمْ يَقُلْ أَعْلِقُوا عَنْهُ شَيْئًا.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن الزهري) محمد بن مسلم أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله) بن عتبة وثبت ابن عبد الله لأبي ذر ( عن أم قيس) بنت محصن الأسدية أنها ( قالت: دخل بابن لي) قال الحافظ ابن حجر: لم أعرف اسمه ( على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد أعلقت) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وسكون القاف من الأعلاق ( عليه) ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني عنه ( من العذرة) بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة وجع الحلق من هيجان الدم وهو سقوط اللهاة وقيل: غير ذلك كما مرّ، والعلاق هو أن تؤخذ خرقة فتفتل فتلاً شديدًا وتدخل في أنف الصبي ويطعن ذلك الموضع فينفجر منه دم أسود ويدخل الأصبع في حلقه ويرفع ذلك الوضع ويكبس ( فقال) صلوات الله وسلامه عليه:
( على ما) بإثبات ألف ما الاستفهامية المجرورة وهو قليل ولأبي ذر علام بإسقاطها أي لأي شيء ( تدغرن أولادكن) خطاب للنسوة بفتح المثناة الفوقية وسكون الدال المهملة وفتح الغين المعجمة وسكون الراء ترفعن بأصابعكن فتؤلمن الأولاد ( بهذا العلاق) بكسر العين المهملة وضبطه في التنقيح بفتحها ولأبي ذر عن الحموي والمستملي بهذا الأعلاق بهمزة مكسورة ( عليكن بهذا العود الهندي) وهو الكست السابق قريبًا ( فإن فيه سبعة أشفية) أي أدوية ( منها ذات الجنب يسعط) بضم أوله وفتح العين به ( من العذرة ويلد) به ( من ذات الجنب) قال سفيان: ( فسمعت الزهري يقول: بيّن لنا) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( اثنين) اللدود والسعوط ( ولم يبين لنا خمسة) من السبعة وقد سبق من كلام الأطباء ما يؤخذ منه الخمسة الباقية قال عليّ بن المديني: ( قلت) لسفيان: ( فإن معمرًا) أي ابن رشد ( يقول: أعلقت عليه؟ قال) سفيان: ( لم يحفظ) أعلقت عليه ( إنما قال: أعلقت عنه حفظته من في الزهري) أي من فمه ( ووصف سفيان الغلام يحنك) بفتح النون مشددة ( بالأصبع وأدخل سفيان في حنكه إنما يعني رفع) بفتح الراء وسكون الفاء ( حنكه بإصبعه) لا تعليق شيء فيه ( ولم يقل: اعلقوا) بكسر اللام ( عنه شيئًا) .


باب
هذا ( باب) بالتنوين بغير ترجمة.


[ قــ :5408 ... غــ : 5714 ]
- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ قَالَ الزُّهْرِىُّ: أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِى أَنْ يُمَرَّضَ فِى بَيْتِى فَأَذِنَّ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ
رِجْلاَهُ فِى الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَآخَرَ فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ الَّذِى لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: هُوَ عَلِىٌّ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتَهَا وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ «هَرِيقُوا عَلَىَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّى أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ».
قَالَتْ: فَأَجْلَسْنَاهُ فِى مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ مِنْ تِلْكَ الْقِرَبِ حَتَّى جَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ قَالَتْ: وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى لَهُمْ وَخَطَبَهُمْ.

وبه قال: ( حدّثنا بشر بن محمد) بكسر الموحدة وسكون المعجمة المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا معمر) بفتح الميمين وسكون العين بينهما ابن راشد ( يونس) بن يزيد الأيلي قالا: ( قال الزهري) محمد بن مسلم ( أخبرني) بالإفراد ( عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله بن عتبة) بن مسعود ( أن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالت: لما ثقل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في مرض موته ( واشتدّ به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرّض في بيتي) بضم التحتية وفتح الميم والراء المشددة من التمريض وهو تعاهد المريض ( فأذن له) أزواجه في ذلك ( فخرج) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( بين رجلين تخط رجلاه في الأرض) من الوجع ( بين عباس) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عمه ( و) رجل ( آخر) قال عبيد الله: ( فأخبرت ابن عباس) يقول عائشة: ( فقال: هل تدري من الرجل الآخر) ؟ الذي لم تسم عائشة قال عبيد الله: ( قلت: لا.
قال)
ابن عباس: ( هو عليّ) وإنما لم تذكره عائشة لأنه لم يكن ملازمًا للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في تلك الحالة من أولها إلى آخرها، ففي بعض الروايات كما مرّ ذكر أسامة أو الفضل بن العباس وثوبان وبريدة فتعدد من اتكأ عليه بتعدد خروجه ( قالت عائشة) -رضي الله عنها-: ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعدما دخل بيتها واشتد به وجعه) :
( هريقوا) بهاء مفتوحة صبوا ( عليّ) ماء ( من سبع قرب لم تحلل) بضم المثناة الفوقية وسكون الحاء المهملة وفتح اللام الأولى ( أوكيتهن) جمع وكاء الخيط الذي تربط به القربة وقد ذكر في حكمة السبع أن له خاصية في دفع ضرر السم وقد ورد أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: هذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم يريد سم الشاة التي أكل منها بخيبر ( لعليّ أعهد إلى الناس) أي أوصى في ( قالت) عائشة ( فأجلسناه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( في مخضب) بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الضاد المعجمتين يعني إجانة ( لحفصة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم طفقنا) بكسر الفاء جعلنا ( نصبّ عليه) الماء ( من تلك القرب) السبع ( حتى جعل يشير إلينا أن قد فعلتن) بنون النسوة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فعدم بالميم بدل النون وكلاهما صحيح باعتبار الأنفس والأشخاص أو على التغليب ( قالت) عائشة: ( وخرج) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إلى الناس) المسجد ( فصلّى لهم وخطبهم) وفي نسخة فصلّى بهم وخطبهم فقال: كما عند الدارمي أن عبدًا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة فلم يفطن لها غير أبي بكر فذرفت عيناه.
الحديث.
ومرّ في الوفاة والغرض منه هنا كما في الفتح قوله: هريقوا عليّ من سبع قُرب لم تحلل أوكيتهن.