فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب يكبر وهو ينهض من السجدتين

باب يُكَبِّرُ وَهْوَ يَنْهَضُ
مِنَ السَّجْدَتَيْنِ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَبِّرُ فِي نَهْضَتِهِ
هذا ( باب) بالتنوين ( يكبر) المصلي ( وهو ينهض من السجدتين) أي: عند ابتداء القيام من التشهد الأوّل إلى الركعة الثالثة كغيره.

فالمراد بالسجدتين: الركعتان الأوليان، لأن السجدة تطلق على الركعة من باب إطلاق الجزء على الكل.

( وكان ابن الزبير) عبد الله، مما وصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح ( يكبر في) أوّل ( نهضته) من السجدتين.


[ قــ :803 ... غــ : 825 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: "صَلَّى لَنَا أَبُو سَعِيدٍ، فَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ وَحِينَ سَجَدَ وَحِينَ رَفَعَ وَحِينَ قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ.

     وَقَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن صالح) أبو زكريا الواحظي الحمصي، ( قال: حدّثنا فليح بن سليمان) بضم الفاء وفتح اللام، واسمه عبد الملك، وفليح لقبه، فغلب على اسمه وشهر به ( عن سعيد بن الحرث) بكسر العين، ابن المعلى الأنصاري المدني ( قال: صلّى لنا أبو سعيد) سعد بن مالك الخدري.
رضي الله عنه، بالمدينة لما غاب أبو هريرة، وكان يصلّي بالناس في إمارة مروان على المدينة، وكان مروان وغيره من بني أمية يسرّون بالتكبير ( فجهر) أبو سعيد ( بالتكبير) زاد الإسماعيلي: حين افتتح وحين ركع وحين سجد، ( حين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين رفع) زاد الأصيلي: رأسه ( وحين قام من الركعتين) زاد الإسماعيلي: فلما انصرف قيل له: قد اختلف الناس على صلاتك، فقام عند المنبر فقال: إني والله ما أبالي اختلفت صلاتكم أو لم تختلف، ( وقال هكذا رأيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يصلّي.

قال في الفتح: والذي يظهر أن الاختلاف بينهم كان في الجهر بالتكبير والإسرار به، وفيه أن التكبير للقيام يكون مقارنًا للفعل، وهو مذهب الجمهور، خلافًا لمالك، حيث قال: يكبر بعد الاستواء، وكأن شبهه بأوّل الصلاة من حيث أنها فرضت ركعتين، ثم زيدت الرباعية فيكون افتتاح المزيد كافتتاح المزيد عليه.
كذا قاله بعض أتباعه.
لكن كان ينبغي أن يستحب رفع اليدين، حينئذٍ، لتكمل المناسبة، ولا قائل به منهم.
اهـ.

ورواة هذا الحديث ما بين حمصي ومدنيين، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وتفرد به المؤلّف عن أصحاب الكتب الستة.





[ قــ :804 ... غــ : 86 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: "صَلَّيْتُ أَنَا وَعِمْرَانُ صَلاَةً خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي الله عنه- فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَخَذَ عِمْرَانُ بِيَدِي فَقَالَ: لَقَدْ صَلَّى بِنَا هَذَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَوْ قَالَ- لَقَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي ( قال: حدّثنا حماد بن زيد، قال: حدّثنا غيلان بن جرير) بفتح الغين المعجمة وسكون المثناة التحتية في الأوّل، وفتح الجيم في الثاني، ( عن مطرف) هو ابن عبد الله بن الشخير العامرى ( قال: صليت أنا وعمران) ابن حصين ( صلاة) من الصلوات ( خلف علي بن أبي طالب) رضي الله عنه بالبصرة ( فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع) رأسه من السجود ( كبر، إذا نهض من الركعتين) الأوليين بعد التشهد ( كبر) عند ابتداء القيام وهذا موضع الترجمة.

( فلما سلم) أي: عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ( أخذ عمران) بن حصين ( بيدي) بكسر الدال ( فقال: لقد صلّى بنا هذا) يعني علي بن أبي طالب ( صلاة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي مثل صلاته، ( أو قال: لقد ذكرني) بتشديد الكاف ( هذا صلاة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) شك مطرف.