فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من قاتل للمغنم، هل ينقص من أجره؟

باب مَنْ قَاتَلَ لِلْمَغْنَمِ هَلْ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ؟
( باب من قاتل للمغنم) أي مع قصد أن تكون كلمة الله هي العليا ( هل ينقص من أجره؟) ظاهر صنيع المؤلّف لا واحتج له ابن المنير بأن قصد الغنيمة لا يكون منافيًا للأجر ولا منقصًا له إذا قصد معه إعلاء كلمة الله لأن السبب لا يستلزم الحصر ولو كان قصد المغنم ينافي قصد أن تكون كلمة الله هي العليا لما كان الجواب من الشارع عامًّا حيث قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ولكان الجواب المطابق أن يقال: من قاتل للمغنم فليس في سبيل الله نعم الظاهر أنه ينقص، لكنه كما قال في الفتح أنه نقص نسبي فليس من قصد إعلاء كلمة الله محضًا في الأجر مثل من ضم إلى هذا القصد قصدًا آخر من غنيمة أو غيرها.
وقال العيني ليس له
أجر فضلاً عن النقصان لأن المجاهد هو الذي يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله والظاهر أنه أراد من قاتل للمغنم فقط من غير قصد لإعلاء كلمة الله.


[ قــ :2985 ... غــ : 3126 ]
- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ -رضي الله عنه- قَالَ: "قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

وبه قاله: ( حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا ( محمد بن بشار) بالموحدة المفتوحة والمعجمة المشددة قال: ( حدّثنا غندر) هو لقب محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن عمرو) بفتح العين ابن مرة أنه ( قال: سمعت أبا وائل) شقيق بن سلمة ( قال: حدّثنا أبو موسى) عبد الله بن قيس ( الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال أعرابي) هو لاحق بن ضمرة الباهلي ( للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الرجل يقاتل للمغنم) أي لأجل الغنيمة ( والرجل يقاتل ليذكر) بضم الياء مبنيًّا للمفعول أي لأجل أن يذكر بالشجاعة عند الناس ( ويقاتل ليرى) بضم الياء للمفعول أي لأجل أن يرى ( مكانه) بالرفع نائبًا عن الفاعل أي مرتبته في الشجاعة ( من) ولابن عساكر: فمن ( في سبيل الله؟ فقال) عليه الصلاة والسلام:
( من قاتل لتكون كلمة الله) أي كلمة توحيده ( هي العليا) بضم العين ( فهو) المقاتل ( في سبيل الله) وإن قصد مع ذلك الغنيمة كما سبق، أما لو قصد الغنيمة فقط فليس في سبيل الله فلا أجر له البتة على ما لا يخفى قال ابن المنير: فكيف ترجم له بنقص الأجر وجوابه أن مراده مع قصد الإعلاء كما ذكرته فتأمله.