فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {يوم يكشف عن ساق} [القلم: 42]

باب { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ( { يوم يكشف عن ساق} ) [القلم: 42] هو عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة للحساب والجزاء يقال كشفت الحرب عن ساق إذا اشتد الأمر فيها فهو كناية إذ لا كشف ولا ساق وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4653 ... غــ : 4919 ]
- حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِياءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا».

وبه قال: ( حدّثنا آدم) ابن أبي إياس قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن خالد بن يزيد) من الزيادة السكسكي الجمحي الإسكندراني ( عن سعيد بن أبي هلال) الليثي المدني ( عن زيد بن أسلم) مولى عمر بن الخطاب ( عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد) سعد بن مالك الأنصاري الخدري ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول) : ( يكشف ربنا عن ساقه) في حديث أبي موسى عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: عن نور عظيم رواه أبو يعلى بسند فيه ضعف وعن قتادة فيما رواه عبد الرزاق عن شدّة أمر وعن ابن عباس عند الحاكم قال هو يوم كرب وشدّة وأخرج الإسماعيلي من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم يكشف عن ساق قال الإسماعيلي هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن والله تعالى يتعالى عن شبه المخلوقين ( فيسجد له) تعالى ( كل مؤمن ومؤمنة) متلذذين لا على سبيل التكليف ( ويبقى من) ولأبي ذر فيبقى كل من ( كان يسجد في الدنيا رياء) ليراه الناس ( وسمعة) ليسمعوه ( فيذهب ليسجد) ولأبي ذر يسجد ( فيعود ظهره طبقًا واحدًا) بفتح الطاء المهملة والموحدة لا ينثني للسجود ولا ينحني له قال الهروي يصير فقارة واحدة كالصفيحة فلا يقدر على السجود.

ومباحث هذا تأتي إن شاء الله تعالى في حديث الشفاعة بعون الله ومنّه.
[69] سورة الْحَاقَّةِ
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) .
{ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} : يُرِيدُ فِيهَا الرِّضَا.
{ الْقَاضِيَةَ} : الْمَوْتَةَ الأُولَى الَّتِي مُتُّهَا ثُمَّ أُحْيَا بَعْدَهَا.
{ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} : أَحَدٌ يَكُونُ لِلْجَمْعِ وَلِلْوَاحِدِ.
.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ { الْوَتِينَ} : نِيَاطُ الْقَلْبِ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ { طَغَى} : كَثُرَ وَيُقَالُ بِالطَّاغِيَةِ بِطُغْيَانِهِمْ وَيُقَالُ طَغَتْ عَلَى الْخَزَّانِ كَمَا طَغَى الْمَاءُ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ.


( [69] سورة الحاقة)
مكية وآيها إحدى وخمسون.

( بسم الله الرحمن الرحيم) سقط لفظ سورة والبسملة لغير أبي ذر.

( { عيشة راضية} : يريد فيها الرضا) .

ولأبي ذر والنسفيّ وقال سعيد بن جبير عيشة الخ.
( { القاضية} ) ولأبي ذر القاضية ( الموتة الأولى التي متّها ثم أحيا) ولأبي ذر لم أحي ( بعدها) قاله: الفراء ورواية أبي ذر أوجه إذ مراده أنها تكون القاطعة لحياته فلا يبعث بعدها.

( { من أحد عنه حاجزين} ) [الحاقة: 47] قال الفراء: ( أحد يكون للجمع وللواحد) ولأبي ذر للجميع والواحد ومراده أن أحدًا في سياق النفي بمعنى الجمع فلذا قال حاجزين بصيغة الجمع وضمير عنه للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

( وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم ( { الوتين} : نياط القلب) وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه.

( قال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم ( { طغى} ) أي ( كثر) الماء حتى علا فوق الجبال وغيرها زمن الطوفان خمسة عشر ذراعًا.
( ويقال بالطاغية) أي ( بطغيانهم) قاله أبو عبيدة وزاد وكفرهم ( ويقال: طغت) أي الريح ( على الخزان) بضم الخاء وفي اليونينية بفتحها فخرجت بلا ضبط فأهلكت ثمود ( كما طغى الماء على قوم نوح) عليه السلام.


[70] سورة { سَأَلَ سَائِلٌ}
الْفَصِيلَةُ: أَصْغَرُ آبَائِهِ الْقُرْبَى إِلَيْهِ يَنْتَمِي مَنِ انْتَمَى.
{ لِلشَّوَى} : الْيَدَانِ وَالرِّجْلاَنِ وَالأَطْرَافُ وَجِلْدَةُ الرَّأْسِ يُقَالُ لَهَا شَوَاةٌ وَمَا كَانَ غَيْرَ مَقْتَلٍ فَهُوَ شَوًى.
وَالْعِزُونَ: الْجَمَاعَاتُ وَوَاحِدُهَا عِزَةٌ.

( [70] سورة { سَأَلَ سَائِلٌ} )
مكية وآيها أربع وأربعون ( الفصيلة) ولأبي ذر والفصيلة ( أصغر آبائه القربى) الذي فصل عنه ( إليه ينتمي من انتمى) قاله الفراء.
وفي نسخة وهي لأبي ذر ينتهي بالهاء بدل ينتمي بالميم، وسقط لأبي ذر قوله من انتمى.
( { للشوى} ) أي ( اليدان والرجلان والأطراف وجلدة الرأس يقال لها شواة) وقيل الشوى جلد الإنسان ( وما كان غير مقتل فهو شوى) قاله الفراء ( والعزون الجماعات) ولأبي ذر عزين وله أيضًا العزون حلق بكسر الحاء المهملة وفتح اللام وجماعات وله أيضًا الحلق والجماعات ( وواحدها) ولأبي ذر واحدتها ( عزة) وكانوا يتحلقون حلقًا ويقولون استهزاء بالمسلمين لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم.


[71] سورة { إِنَّا أَرْسَلْنَا}
أَطْوَارًا طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا يُقَالُ عَدَا طَوْرَهُ أَيْ قَدْرَهُ.
وَالْكُبَّارُ أَشَدُّ مِنَ الْكُبَارِ وَكَذَلِكَ جُمَّالٌ وَجَمِيلٌ لأَنَّهَا أَشَدُّ مُبَالَغَةً وَكُبَّارٌ الْكَبِيرُ وَكُبَارًا أَيْضًا بِالتَّخْفِيفِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ رَجُلٌ حُسَّانٌ وَجُمَّالٌ وَحُسَانٌ مُخَفَّفٌ وَجُمَالٌ مُخَفَّفٌ.
دَيَّارًا مِنْ دَوْرٍ وَلَكِنَّهُ فَيْعَالٌ مِنَ الدَّوَرَانِ كَمَا قَرَأَ عُمَرُ الْحَيُّ الْقَيَّامُ وَهْيَ مِنْ قُمْتُ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ { دَيَّارًا} : أَحَدًا.
{ تَبَارًا} : هَلاَكًا.
.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ { مِدْرَارًا} : يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
{ وَقَارًا} : عَظَمَةً.

( [71] سورة { إِنَّا أَرْسَلْنَا} )
مكية وآيها تسع أو ثمان وعشرون ولأبي ذر سورة نوح.

( أطوارًا) أي ( طورًا كذا وطورًا كذا) وقال قتادة فيما رواه عبد الرزاق أطوارًا نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم خلفًا والنصب على الحال أي منتقلين من حال إلى حال أو مختلفين من بين مسيء ومحسن وصالح وطالح ( يقال عدا طوره أي قدره) أي تجاوزه.

( والكبار) بتشديد الموحدة ( أشد) أي أبلغ في المعنى ( من الكبار) بتخفيفها ( وكذلك جمال) بضم الجيم وتشديد الميم ( وجميل) المخفف ( لأنها) يعني المشددة ( أشد مبالغة) من المخففة ( وكبارًا) ولأبي ذر وكذلك كبار ( الكبير وكبار أيضًا بالتخفيف) فيهما وسقط وكبار أيضًا لأبي ذر ( والعرب تقول رجل حسان وجمال) بضم أولهما وتشديد ثانيهما ( وحسان مخفف وجمال مخفف) قاله أبو عبيدة.

( ديارًا) مشتق ( من دور) بفتح الدال وسكون الواو ( ولكنه فيعال) بفتح الفاء وسكون التحتية ( من الدوران) لأن أصله ديوار فأبدلت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء ولو كان فعالًا بتشديد العين لكان دوّارًا ( كما قرأ عمر) بن الخطاب ( الحي القيام وهي من قمت) لأن أصله قيوام فلا يقال وزنهُ فعال بل فيعال كما في الديار ( وقال غيره) لم يتقدم ذكر أحد فيعطف عليه ولعله سقط من ناسخ ( ديارًا أحدًا) قاله أبو عبيدة ( تبارًا هلاكًا) قاله أبو عبيدة أيضًا.

( وقال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم ( مدرارًا يتبع بعضها) ولأبي ذر بعضه ( بعضًا) .

( وقارًا) أي ( عظمة) قاله ابن عباس أيضًا فيما وصله سعيد بن منصور وابن أبي حاتم.