فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الشروط في المعاملة

باب الشُّرُوطِ فِي الْمُعَامَلَةِ
( باب الشروط في المعاملة) مزارعة وغيرها.


[ قــ :2597 ... غــ : 2719 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: "قَالَتِ الأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ.
قَالَ: لاَ.
فَقَالُوا: تَكْفُونَنا الْمَؤُونَةَ وَنُشْرِكُكُمْ فِي الثَّمَرَةِ، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا".

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة قال: ( حدّثنا أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان الزيات ( عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قالت الأنصار للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) لما قدم المدينة مهاجرًا: يا رسول الله ( أقسم بيننا وبين إخواننا) المهاجرين ( النخيل) بكسر الخاء المعجمة ( قال) عليه الصلاة والسلام:
( لا) أقسم كراهية أن يخرج عنهم شيئًا من رقبة نخلهم الذي به قوام أمرهم شفقة عليهم ( فقال الأنصار) أيها المهاجرون ( تكفونا) ولأبي ذر تكفوننا ( المؤونة) في النخيل بتعهده في السقي والتربية والجداد ( ونشرككم) بفتح أوله وثالثه أو بضم ثم كسر ( في الثمرة) وهذا موضع الترجمة لأن تقديره ان تكفونا المؤونة نقسم بينكم أو نشرككم وهو شرط لغوي اعتبره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( قالوا) أي المهاجرون والأنصار ( سمعنا وأطعنا) .

وهذا الحديث قد سبق في المزارعة في باب إذا قال اكفني مؤونة النخل.




[ قــ :598 ... غــ : 70 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ إسماعيلَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: "أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَيْبَرَ الْيَهُودَ أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا، وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا".

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي وسقط لأبي ذر بن إسماعيل قال: ( حدّثنا جويرية بن أسماء عن نافع) مولى ابن عمر ( عن عبد الله) أي ابن عمر ( -رضي الله عنه-) وعن أبيه أنه ( قال) : ( أعطى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيبر اليهود أن) وفي باب المزارعة مع اليهود من طريق عبد الله عن نافع على أن ( يعملوها) أي يتعاهدوا أشجارها بالسقي وإصلاح مجاري الماء وغير ذلك ( ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها) من ثمر أو زرع.

ومطاقته للترجمة ظاهرة، لكن الأكثرون على المنع من كراء الأرض بجزء مما يخرج منها لكن حمله بعضهم على أن المعاملة كانت مساقاة على النخل والبياض المتخلل بين النخيل كان يسيرًا فتقع المزارعة تبعًا للمساقاة وسبق الحديث في المزارعة.