فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين} [هود: 18] «ويقول الأشهاد

باب قَوْلِهِ: { وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] وَاحِدُ الأَشْهَادِ شَاهِدٌ مِثْلُ صَاحِبٍ وَأَصْحَابٍ
( باب قوله) عز وجل: ( { ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} ) [هود: 18] .
وسقط لأبي ذر ( { على ربهم} ) الخ وقال الآية.
( واحد الأشهاد) ولأبي ذر: واحدة الأشهاد ( شاهد) بتاء التأنيث في الفرع والذي في اليونينية واحده بضم الدال والهاء شاهد ( مثل صاحب وأصحاب) وقد ثبت ذكر هذا بلفظ: ويقول الأشهاد واحدها شاهد مثل صاحب وأصحاب في رواية أبي ذر في غير هذا الموضع قريبًا.


[ قــ :4430 ... غــ : 4685 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَهِشَامٌ قَالاَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، - أَوْ قَالَ يَا ابْنَ عُمَرَ - سَمِعْتَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ.

     وَقَالَ  هِشَامٌ: «يَدْنُو الْمُؤْمِنُ - حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا يَقُولُ أَعْرِفُ رَبِّ يَقُولُ: أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ، فَيَقُولُ: سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ.
وَأَمَّا الآخَرُونَ أَوِ الْكُفَّارُ فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ».
.

     وَقَالَ  شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يزيد بن زريع) بضم الزاي مصغرًا قال: ( حدّثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة ( وهشام) هو ابن أبي عبد الله الدستوائي ( قالا: حدّثنا قتادة) بن دعامة ( عن صفوان بن محرز) بضم الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء آخره زاي أنه ( قال: بينا) بغير ميم ( ابن عمر) عبد الله ( يطوف) بالكعبة ( إذ عرض) له ( رجل) لم يسم ( فقال) له ( يا أبا عبد الرحمن أو قال يا ابن عمر) وسقط لأبي ذر لفظ قال ( هل سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في النجوى؟) التي تكون في القيامة بين الله تعالى وبين المؤمنين ( فقال) : ولأبي ذر قال: ( سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول) :
( يدنى المؤمن من ربه) بضم الياء وفتح النون من يدني مبنيًا للمفعول أي يقرب منه.

( وقال هشام) الدستوائي: ( يدنو المؤمن) بفتح الياء وضم النون أي يقرب من ربه ( حتى يضع عليه) ربه ( كنفه) بنون مفتوحة أي جانبه والدنو والكنف مجازان والمراد الستر والرحمة ( فيقرره بذنوبه) ولأبي ذر فيقرره بنصب الراء يقول له ( تعرف ذنب كذا؟ يقول) العبد ( أعرف رب يقول أعرف مرتين) بحذف أداة النداء من الأولى وهي المنادى في الثانية ( فيقول) الله جل وعلا ( سترتها)
أي عليك ( في الدنيا وأغفرها لك اليوم ثم تطوى صحيفة حسناته) بضم التاء الفوقية وفتح الواو مبنيًا للمفعول من الطيّ ولأبي ذر عن الكشميهني ثم يعطى من الإعطاء مبنيًا للمفعول صحيفة نصب على المفعولية أي يعطى هو صحيفة حسناته ( وأما الآخرون) بالمد وفتح الخاء المعجمة ( والكفار) بالشك من الراوي ( فينادى) بالتحتية وفتح الدال ( على رؤوس الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا ربهم) زاد أبو ذر: ألا لعنة الله على الظالمين، وهذا وعيد شديد.

( وقال شيبان) بن عبد الرحمن النحوي مما وصله ابن مردويه ( عن قتادة حدّثنا صفوان) أي عن ابن عمر.

وهذا الحديث سبق في المظالم.